الجمهورية السورية الأولى: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:تدقيق إملائي V1.8 وسم: مُسترجَع |
|||
(42 مراجعة متوسطة بواسطة 20 مستخدماً غير معروضة) | |||
سطر 26:
|العاصمة = [[دمشق]]
|اللغة = [[اللغة العربية|العربية]]<br />
[[
|نظام الحكم = [[جمهورية برلمانية]]
|لقب الحاكم = [[رئيس الجمهورية]]
سطر 34:
|العملة = [[ليرة سورية]]
}}
'''الجمهورية السوريّة (1932 - 1963)''' وتعرف أيضًا باسم '''الجمهورية الأولى'''، ويمكن تقسيمها لفترتين الأولى بين [[1932]] وحتى [[1946]] وهي الفترة التي كان [[الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان|الانتداب الفرنسي على سوريا]] فعّالاً وتخلله إعلان
وكان النظام السياسي نظامًا [[جمهورية برلمانية|جمهوريًا برلمانيًا]]. وقد شهدت البلاد في ظل الجمهورية الأولى أحداثًا هامة منها النجاح في توحيد البلاد السورية بالشكل المتعارف عليه اليوم بعد انضمام [[دولة جبل العلويين]] و{{فصع}}[[دولة جبل الدروز]] لها في [[ديسمبر]] [[1936]] وسلخ [[لواء إسكندرون]] عنها وإلحاقه نهائيًا [[تركيا|بتركيا]] عام [[1939]]، وإعلان الاستقلال عام [[1941]] فالجلاء الفرنسي عام [[1946]]، غير أنّ ما عكّر صفو تلك المرحلة تتالي ثلاثة انقلابات عسكريّة عام [[1949]] تمكنت البلاد بعدها من استعادة حياتها الديموقراطيّة فعليًا عام [[1954]] إثر تنحي [[أديب الشيشكلي]]، كما شهد عهد الجمهورية الأولى انقلابًا عسكريًا قاده ضباط [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] في [[8 مارس|8 آذار]] [[1963]] على الرئيس [[ناظم القدسي]] ورئيس الوزراء [[خالد العظم]] ونفي الطبقة السياسيّة خارج البلاد والتفرّد بحكم البلاد.
خلال [[الحرب الأهلية السورية|الانتفاضة السورية عامي 2011 و2012]] رفع المتظاهرون علم الجمهورية السورية الأولى ليكون شعارًا لهم.
== خلفية ==
{{مفصلة|الانتداب الفرنسي على سوريا|الدولة السورية}}
بعد [[مراسيم التقسيم (سوريا)|تقسيم البلاد]] إبان [[الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان|الانتداب الفرنسي]] إلى ثمانية كيانات، رفضت غالبية القوى السياسية وكذلك [[سوريون|الشعب السوري]] التقسيم والحكم المباشر،{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=11}}{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=43}}</ref></ref>{{
في عام 1930 نشر المفوض الفرنسي الدستور بعد أن أقرته الجمعية التأسيسية تحت ضغط الشارع والقوى السياسية، ونظمت انتخابات نيابية، بإشراف [[الحكومة السورية (نوفمبر 1931)|حكومة سالومياك المؤقتة]].{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=217}} بإقرار [[دستور سوريا#دستور 1930|دستور 1930]] واعتماد اسم رسمي جديد وعلم جديد، ومؤسستي مجلس نيابي ورئاسة منتخبتين، تأسست الجمهورية السورية الأولى،{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=46}} لتكون ثاني دولة عربية تتبنى النظام الجمهوري وثالث دولة شرق أوسطية بعد [[تركيا]] و{{فصع}}[[لبنان]].{{sfn|فيليب حتي|1958|page=356}}
سطر 50:
{{أيضا|الانتخابات التشريعية في سوريا 1931 {{!}} انتخابات 1931|الحكومة السورية (يونيو 1932) {{!}} حكومة العظم|الحكومة السورية (يونيو 1933) {{!}} حكومة العظم الثانية|الحكومة السورية (مايو 1934) {{!}} حكومة الحسني|الإضراب الستيني|الانتخابات التشريعية في سوريا 1936 {{!}} انتخابات 1936|المعاهدة السورية الفرنسية 1936 {{!}} معاهدة 1936}}
[[ملف:1936 Syrian general strike.jpeg|270px|تصغير|يسار|[[الإضراب الستيني]] لعام 1936، والذي أدى لتوحيد البلاد بالشكل المعروف عليه اليوم.]]
وصل محمد علي العابد، وهو أحد وجهاء دمشق الأثرياء إلى رئاسة لجمهورية بتوافق الكتل النيابية الثلاث الكبرى، كتلة الشمال برئاسة [[صبحي بركات]]، وكتلة الجنوب برئاسة [[حقي العظم]]، و{{فصع}}[[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]] برئاسة [[هاشم الأتاسي]]. الصفقة ذاتها، نصّت على انتخاب بركات لمنصب رئيس البرلمان، وأن يشكل العظم الحكومة مناصفة بين الوطنيين والمعتدلين أو
[[ملف:Hashim Atassi Inauguration 1936.jpg|270px|تصغير|يسار|[[هاشم الأتاسي]] يلقي خطاب القسم بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية في 21 ديسمبر 1936.]]
خلال عهد الحكومة، توفي [[إبراهيم هنانو]] في نوفمبر 1935، وكانت ذكرى أربعين وفاته التي احتفلت بها الكتلة الوطنية في مدرج [[جامعة دمشق|الجامعة السورية]] شرارة [[الإضراب الستيني]] لعام 1936.{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=51}}{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=249}} بنتيجة الإضراب، عقد أول اتفاق من نوعه بين الكتلة الوطنية والمفوضية الفرنسية، نصّ على تشكيل حكومة محايدة للإشراف على الانتخابات، وسفر وفد سوري إلى باريس للتوصل إلى معاهدة استقلال.</ref></ref>{{
=== هاشم بيك الأتاسي 36 - 1939 ===
سطر 58:
{{أيضا|الحكومة السورية (ديسمبر 1936) {{!}} حكومة جميل مردم|الحكومة السورية (فبراير 1939) {{!}} حكومة الحفار|الحكومة السورية (أبريل 1939){{!}} حكومة البخاري|الاحتجاجات السورية 1939{{!}}احتجاجات 1939}}
[[ملف:The British Army in the Middle East 1941 E4409.jpg|270px|تصغير|يسار|مركبات عسكرية تابعة [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|لقوات الحلفاء]] في حلب بعد [[معركة دير الزور]]، 22 يوليو 1941.]]
أفرزت [[الانتخابات التشريعية
أثار استقلال اللواء بقرار من المفوض الفرنسي السامي احتجاجات ضد حكومة جميل مردم واتهمت بالفشل في الحفاظ على وحدة البلاد أو إقناع الفرنسيين بإقرار المعاهدة، في عام 1939 شكل تعديل قانون الأحوال المدنية وضم لواء إسكندرون
=== الخطيب والحسني 1939 - 1943 ===
{{مفصلة|بهيج الخطيب|تاج الدين الحسني}}
{{أيضا|الحكومة السورية (يوليو 1939) {{!}} حكومة الخطيب|الحكومة السورية (أبريل 1941) {{!}} حكومة العظم|معركة دمشق (1941){{!}} معركة دمشق|إعلان استقلال سوريا{{!}} إعلان الاستقلال|الحكومة السورية (سبتمبر 1941) {{!}} حكومة الحكيم|الحكومة السورية (أبريل 1942){{!}} حكومة البرازي|الحكومة السورية (يناير 1943) {{!}} حكومة الألشي|الحكومة السورية (مارس 1943){{!}} حكومة الأيوبي}}
كانت [[الحكومة السورية (يوليو 1939)|حكومة المديرين]]، حكومة إدارية لم تقم بأي عمل سياسي، بل وفصلت أي موظف حكومي ذي خلفية سياسية أو حزبية. تشكلت الحكومة من المدراء العامين في الوزارات برئاسة مدير عام وزارة الداخلية [[بهيج الخطيب]] الذي تولى أيضًا مهام رئاسة الدولة.{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=303}} خلال رئاسة الخطيب، أصبحت سوريا تابعة [[فرنسا الفيشية|لحكومة فيشي]] الموالية [[ألمانيا النازية|لألمانيا النازية]] خلال [[الحرب العالمية الثانية]]. فرض على سوريا منذ يوليو 1940 حصار اقتصادي من قبل الحلفاء، واستخدمت مقدرات البلاد في خدمة الجيوش الأجنبية،{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=37}} وأغلق أنبوب النفط العراقي الذي يمرّ في الأراضي السورية ويزود فرنسا بنحو ربع إيراداتها من النفط،{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=38}} وأوقفت المبادلات التجارية بين سوريا ولبنان والبلدان المجاورة، وتأسست في [[حيفا]] إذاعة ناطقة باسم
عام 1941، أنهيت مهام الخطيب كرئيس للدولة وتشكلت حكومة مؤقتة برئاسة [[خالد العظم]] استعدادًا لإعادة العمل بالدستور، وتزامنًا كان الحلفاء قد جرّدوا الحملة السورية - اللبنانية في الحرب العالمية الثانية لمنع ألمانيا من استخدام سوريا كمعبر لضرب مصالح [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|الحلفاء]] في [[مصر]] أو [[العراق]]. نجحت الحملة من طرد الحلفاء، ودخلت [[قوات فرنسا الحرة]] معززة بالجيش البريطاني بعد [[معركة دمشق (1941)|معركة دمشق]] أواخر يونيو 1941.{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=320}}{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=13}} بعد مدة قصيرة من دخول الحلفاء، اختير [[تاج الدين الحسني]] رئيسًا للجمهورية،{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=321}} وفق الدستور الذي أعيد العمل به، ومن ثم تمّ [[إعلان استقلال سوريا]] يوم 28 سبتمبر 1941، على أن تجرى الانتخابات النيابية حالما سنحت الظروف الدولية بذلك.{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=85}} وفي أعقاب إعلان الاستقلال بات المندوب الفرنسي يدعى «الممثل الفرنسي العام».{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=340}} في يناير 1943 توفي الرئيس الحسني وهو على رأس عمله، فشكّل المندوب السامي الفرنسي، خلافًا للدستور إنما بالتوافق مع الطبقة السياسية لاسيّما الكتلة الوطنية، حكومة مؤقتة برئاسة [[عطا الأيوبي]] للإشراف على الانتخابات النيابية.
سطر 73:
{{أيضا|شكري القوتلي#الولاية الأولى{{!}} حكومات شكري القوتلي|الاحتجاجات السورية 1945{{!}} انتفاضة الاستقلال| عيد الجلاء (سوريا){{!}} الجلاء|الانتخابات التشريعية في سوريا 1947{{!}}انتخابات 1947|حرب 1948|الاحتجاجات السورية 1948{{!}} احتجاجات 1948|الحكومة السورية (ديسمبر 1948) {{!}} حكومة العظم}}
[[ملف:Syrian Demonstration against French Mandate.png|270px|تصغير|يمين|مظاهرات ضد الانتداب الفرنسي في بداية الأربعينات، وقد رفع لافتة كتب عليها "سوريا للسوريين" بالعربية والفرنسية، يتقدمها هلال وصليب ونجمة داود.]]
للمرة الثانية، أدت [[الانتخابات التشريعية
بعد الجلاء، كان غلاء المعيشة إثر الحرب والبطالة وإنعاش الاقتصاد، أكبر تحديات الحكومات المتعاقبة التي ترأسها [[جميل مردم بك|جميل مردم]]. وفي عام 1947 أجريت [[الانتخابات التشريعية
رغم تراجع شعبية الكتلة الوطنية، إلا أن العلاقات الشخصية بين الطبقة السياسية قد أدت إلى تعديل الدستور لانتخاب شكري القوتلي لولاية ثانية، لكون الدستور ينصّ على عدم انتخاب الرئيس القائم إلا بعد مرور ولاية من نهاية ولايته. وتمّ انتخاب القوتلي لولاية ثانية في 18 أبريل 1948. كانت خسارة العرب [[حرب 1948]] سبب أزمة سياسية - اجتماعية حادّة،{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=26}} كانت [[الاحتجاجات السورية 1948|احتجاجات 1948]] ذروتها، وتسببت بانعكاسات اقتصادية بارزة فشلت [[
=== حكم العسكر 1949 - 1954 ===
{{مفصلة|حسني الزعيم|فوزي السلو|أديب الشيشكلي}}
[[ملف:Adib al-Shishakli.jpg|200px|تصغير|يسار|[[أديب الشيشكلي]]، قائد الجيش واللاعب الأساسي في السياسة السورية (1949 - 1953) ورئيس الجمهورية (1953 - 1954) تنازل عن الحكم طوعًا بعد [[انقلاب 1954
نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عاشتها في البلاد خلال عام 1948، فقد رحبت الجماهير [[انقلاب مارس 1949 (سوريا)|بانقلاب حسني الزعيم]]، غير أن الترحيب سرعان ما تراجع بنتيجة سياسة الزعيم سواءً الداخلية أو الخارجية، والتي كانت منها إقرار [[هدنة 1949|اتفاق الهدنة مع إسرائيل]].{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=31}} أوقف الزعيم العمل بالدستور، وأجرى [[الانتخابات الرئاسية السورية 1949|انتخابات رئاسية]] أدت إلى فوزه بالرئاسة، وبعد ثلاث أشهر فقط، أطيح به [[انقلاب أغسطس 1949 (سوريا)|بانقلاب سامي الحناوي]].{{sfn|غوردن تورري|1964|page=125}}{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=53}} تشكلت بعد الإطاحة بالزعيم [[
خلال مرحلة 1950 - 1951 كان الجيش هو الضابط الأعلى للسياسة في سوريا،{{sfn|غوردن تورري|1964|page=163}} وقد ضغط لاستقالة [[ناظم القدسي]]، رئيس حزب الشعب، وصاحب أكبر كتلة نيابية، من رئاسة الوزراء، ما دفع لتشكيل حكومات ائتلافية ضعيفة لم تعمر طويلاً:{{sfn|غوردن تورري|1964|page=191}}{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=67}} فشكلت أولاً حكومة برئاسة خالد العظم بعد ثمانية عشر يومًا من أزمات التأليف والتكليف، وإذ رفض البرلمان مشروعي الموازنة التي قدمتهما الحكومة اضطرت للاستقالة بعد أربع أشهر من تشكيلها، تلتها حكومة [[حسن الحكيم]]، وهو رئيس وزراء سابق ومحسوب على المستقلين، غير أن حكومته عمرّت ثلاثة أشهر قبل أن تفقد ثقة غالبية الكتل التي دعمتها فكانت
عاد حزب الغالبية إلى السلطة عبر ترشيح [[معروف الدواليبي]] لرئاسة الوزراء، غير أن رفض الدواليبي أن يفرض عليه جنرال ممثل للجيش في الحكومة، دفع لاعتقاله من قبل الجيش خلافًا للدستور فكان بذلك [[انقلاب 1951
أقرّ قادة الانقلاب إصلاحات اقتصادية هامة كإصلاح النظام الضريبي، ودّعموا حقوق العمال والفلاحين، ومنعوا أساتذة المدارس والجامعات من العمل السياسي، وتم تحديد سقف الملكية الزراعية؛ وأقرت مشروعات تنموية في منطقة [[سهل الغاب]].{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=81}} العودة للحياة المدنية بدأت في 9 يونيو 1952، حين شكلت حكمومة مدنية برئاسة الجنرال فوزي السلو، أشرفت على وضع دستور جديد شبيه بدستور الولايات المتحدة الإمريكية، محولة البلاد إلى [[نظام رئاسي|جمهوري رئاسي]]، ألغي فيه منصب رئيس الوزراء، وبات الرئيس ينتخب مباشرة من قبل الشعب.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=213}}{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=79}}
سطر 92:
في 10 يوليو 1952 تم الاستفتاء على الدستور تزامنًا مع [[الانتخابات الرئاسية السورية 1953|الانتخابات الرئاسية]]، التي لم يترشح إليها سوى [[أديب الشيشكلي]] نفسه، والذي غدا رئيس الجمهورية المنتخب. مع إقرار الدستور، جرت في 12 سبتمبر انتخابات المجلس النيابي التي قاطعتها معظم القوى السياسية وأسفرت عن سيطرة [[حركة التحرر العربي]] التي أسسها الشيشكلي على غالبية المقاعد الساحقة، وبشكل عام فإن 16% فقط من الناخبين شاركوا في هذه الانتخابات.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=230}} رغم الاستقرار النسبي الذي حققه الشيشكلي، إلا أنه ومنذ أواخر 1953 اندلعت [[الاحتجاجات السورية 1953–1954|احتجاجات عارمة]] ضد حكمه بدءً من حلب، وتفاقمت بإعلان حال الطوارئ وتدخل الجيش في [[السويداء]].{{sfn|غوردن تورري|1964|page=227}}{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=82}}
تمكن الشيشكلي من قمع الاحتجاجات في بداية فبراير 1954، إلا أنه واجه [[انقلاب 1954
=== الأتاسي والقوتلي 1954 - 1958 ===
بعد تنحي الشيشكلي، عانت البلاد في فوضى دستورية لمدة يومين، فبموجب دستور 1953 عند شغور منصب الرئاسة يغدو رئيس المجلس النيابي رئيسًا للبلاد وهو ما فعله [[مأمون الكزبري]]، إذ أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا. رفض قادة الانقلاب والأحزاب والقوى السياسية على مختلف اتجهاتها، العمل بدستور 1953، أو تولي الكزبري الرئاسة مؤقتًا. في 28 فبراير، وتحت الضغط استقال الكزبري، وحلّ البرلمان واتفق على عودة العمل بدستور 1950، وعدم الاعتداد باستقالة [[هاشم الأتاسي]] التي وجهها للشعب، والطلب منه إكمال ولايته حتى نهايتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة [[صبري العسلي]]، تكون مهمتها محصورة بإجراء انتخابات نيابية جديدة، غير أن خلافات وزارة الدفاع مع قادة الجيش قد دفعت لاستقالتها وتشكيل حكومة جديدة برئاسة [[سعيد الغزي]].{{sfn|غوردن تورري|1964|page=245}}{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=89}}
وصفت [[الانتخابات التشريعية
في 18 أغسطس 1955 كان موعد الانتخابات الرئاسية بين شكري القوتلي - المتوافق عليه من قبل الحزبين الوطني والشعب وعدد من المستقلين ونواب العشائر - وخالد العظم، المتوافق عليه من قبل البعث والكتلة الدستورية. أدت الانتخابات إلى فوز القوتلي في الجولة الثانية من الاقتراع، وبكل الأحوال فإن القوتلي والحزب الوطني سرعان ما أعادا التحالف مع البعث والعظم. تميزت تلك المرحلة بإقرار المعاهدات والصفقات الاقتصادية الضخمة مع [[الكتلة الشرقية]]،{{sfn|غوردن تورري|1964|page=290}} والدور الخارجي الذي حاول القوتلي لعبه بضم الأردن إلى الحلف الناصري بدلاً من حلف بغداد،{{sfn|غوردن تورري|1964|page=301}} ومقارعة [[مبدأ أيزنهاور|مشروع آيزنهاور]]، ودعم مصر خلال [[العدوان الثلاثي|عدوان السويس]]،{{sfn|غوردن تورري|1964|page=323}} واستقبال الجيش المصري في [[مرفأ اللاذقية]] مع توتر العلاقات مجددًا مع تركيا، وأخيرًا طرحت حكومة صبري العسلي مشروع الوحدة الفيدرالية مع مصر في بيانها الحكومي.
[[ملف:SarrajCairoConference.jpg|200px|تصغير|يسار|الجنرال [[عبد الحميد السراج]]، رئيس المجلس التنفيذي للإقليم الشمالي.]]
كان من المقرر أن تجرى انتخابات نيابية عام 1958، وكانت ولاية القوتلي لم يبق منها سوى عامين على نهايتها، فضلاً عن تزايد شعبية عبد الناصر بعد حرب 1956، هذه العوامل دفعت لتوقيع اتفاق الوحدة، والاستفتاء عليه، والقبول به، وإعلان اعتماده في 22 فبراير 1958 بنسبة 99.8% من الأصوات، رغم أن حزب الشعب صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر، والشعبية المرتفعة في حمص وحلب، والإخوان المسلمين والسوريين القوميين - ولهم مجتمعين 6 مقاعد في البرلمان - وخالد العظم، رفضوا جميعًا الوحدة. ما يشير حسب رأي مؤرخين أمثال غوردن توري لكون الوحدة
=== الجمهورية العربية المتحدة 1958 - 1961 ===
سطر 107:
قامت الجمهورية العربية المتحدة، على أساس إلغاء التعددية السياسية والاقتصادية في الإقليم الشمالي أي سوريا ليشابه الوضع في الإقليم الجنوبي أي مصر. في المرحلة الثانية، نقل القادة والوزراء السياسيون الموالون لناصر إلى [[القاهرة]] وكذلك لضباط، ما قطعهم فعليًا عن بيئتهم ومؤيديهم، وحلّ مكانهم مصريين. كانت أولى حكومات الجمهورية العربية المتحدة مركزية استمرت في العمل حتى 8 أكتوبر 1958 حين استبدلت بوزارتين الأولى للإقليم الشمالي والثانية للإقليم الجنوبي وكلاهما يرأسهما رئيس الجمهورية عبد الناصر؛ ثم عاد في 16 أغسطس 1961 وألغى نظام الحكومات الإقليمية وشكل حكومة مركزية واحدة برئاسته، يكون مقرها دمشق من 1 فبراير وحتى 31 مايو سنويًا، على أن يكون مقرها القاهرة في باقي أشهر العام.{{sfn|غسان محمد رشاد حداد|2007|page=150}}
كان القمع، خصوصًا في الأوساط التي لم تؤيد الوحدة أساسًا هو السمة الغالبة، لاسيما بعد تولي [[عبد الحميد السراج]]، مهام وزارة الداخلية في الإقليم الشمالي، و{{فصع}}[[عبد الحكيم عامر]] مهام رئيس مجلس تنفيذي في الإقليم الشمالي عام 1959، ما أدى إلى تصاعد المعارضة ضد ممارسات
=== ناظم القدسي 1961 - 1963 ===
بعد الانفصال تولى إدارة البلاد هيئة عسكرية أطلقت على نفسها اسم
سعت الحكومة التي شكلها [[معروف الدواليبي]] لتقوية اقتصاد السوق المفتوح، وألغت تأميم المصارف وبعد الشركات الكبرى وأدخلت تعديلات على قانون الإصلاح الزراعي، ما سبب معارضة القوى الاشتراكية التي نظمت مظاهرات ضخمة في العاصمة في يناير وفبراير 1962 ضد
== السياسة ==
=== نظام الحكم ===
[[ملف:Syrian Parliament in mid-20th century.jpg|250px|تصغير|يسار|مبنى [[مجلس الشعب
نظام الحكم في سوريا خلال عهد الجمهورية الأولى، كان نظامًا [[جمهورية برلمانية|جمهوريًا برلمانيًا]]، وضع دستوران الأول [[دستور سوريا#دستور 1930|دستور 1930]]، والثاني [[دستور سوريا#دستور 1950|دستور 1950]]. ومع الحفاظ على النظام البرلماني، فقد قلّص دستور 1950 من صلاحيات رئيس الجمهورية. كان الرئيس ينتخب في مجلس النواب، لولاية مدتها خمس سنوات، ولا يجوز انتخابه قبل مضي خمس سنوات من نهاية ولايته الأولى، عدّل هذه الفقرة استثنائيًا عام 1948 للسماح لشكري القوتلي الترشح من جديد للرئاسة. ويقوم رئيس الجمهورية بتكليف رئيس الوزارة، الذي يشكل الوزارة بموافقة رئيس الجمهروية والبرلمان عن طريق نيل الثقة بالتصويت على برنامجها الحكومي.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=177}}
ضعف الائتلافات الحكومية، وتدخل الجيش، وعدم تحقيق أي حزب الغالبية المطلقة، جعل الحكومات قصيرة الأمد إجمالاً؛{{sfn|غوردن تورري|1964|page=169}} وغير قادرة على تنفيذ البرامج السياسية لأحزاب بعينيها.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=194}} مجلس النواب، هو الهيئة التشريعية، منتخب لمدة أربع سنوات، وينتخب رئيسه في أكتوبر من كل عام، ويعقد فصلين مدة كل منها ثلاث أشهر، ويجوز دعوته بمرسوم رئاسي لعقد جلسات استثنائية. لا يمتلك الرئيس حق نقض القوانين، بل إحالتها إلى المحكمة الدستورية العليا، في حال شكّ في دستوريتها. دستور 1950 أول دستور استحدث محكمة دستورية عليا في سوريا. بموجب دستور 1930 كان للرئيس حق تأجيل انعقاد الدورات النيابية أو حل مجلس النواب ونقض القوانين، غير أن هذه الصلاحيات سحبت لتعزيز موقع سلطة البرلمان.</ref></ref>{{
=== الإدارة الحكومية ===
الإدارة الحكومية في عهد الجمهورية الأولى، اعتمدت تنظيمًا مختلطًا بين ما كان سائدًا في العهد العثماني وبين التنظيم الفرنسي في [[الجمهورية الفرنسية الثالثة]]، للوزارات والمصالح العامة والإدارة.{{sfn|يوسف الحكيم|1983|page=19}} جميع القوانين والفرامانات العثمانية، استمرّ تطبيقها «لحين استبدالها بقوانين محلية»، على سبيل المثال فإن قانون الأحوال الشخصية المعروف باسم
=== العلاقات الخارجية ===
[[ملف:Shukri al-Quwatli et Nasser.jpg|250px|تصغير|القوتلي و{{فصع}}[[سعود بن عبد العزيز آل سعود|الملك سعود]] و{{فصع}}[[جمال عبد الناصر|عبد الناصر]] في قمة السعودية عام 1956.]]
[[ملف:KingFaroukatCourtJMB.jpg|250px|تصغير|يسار|وفد حكومة برئاسة [[جميل مردم بك|جميل مردم]] مع [[فاروق الأول|الملك فاروق]] في [[القاهرة]].]]
رغم أن جميع الحكومات نصّت في بيانها الوزاري على «حياد سوريا» وانفتاحها على مختلف القوى الإقليمية والعالمية وتعاونها معها؛ إلا أن سياسة البلاد الخارجية وانعكاساتها الداخلية كانت تخضع لسياسة المحاور فعليًا. أكبر حزبين في البلاد، كانا ذوي اصطفافات خارجية بدرجات متفاوتة، [[حزب الشعب (سوريا)|حزب الشعب]] المدعوم أساسًا في حمص وحلب، كان ينادي بأفضل العلاقات مع الملكية العراقية والتاج الهاشمي في بغداد وعمان، ودعا لوحدة فيدرالية أو كونفيدرالية معها، نظرًا للعلاقات الاقتصادية الهامة التي تربط حمص وحلب بتجارة العراق. أما [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الحزب الوطني]]، فمدعوم أساسًا من الملكيتين السعودية - المصرية ثم [[جمال عبد الناصر]]. الولايات المتحدة كانت تدعم الجيش وقد ناصرت نظامي حسني الزعيم وأديب الشيشكلي، أما الاتحاد السوفياتي فكان يناصر أساسًا البعثيين والشيوعيين. بعد [[الانتخابات التشريعية
هذا الاندفاع نحو الكتلة الشرقية خلق أزمات مع دول الجوار، لاسيّما [[تركيا]] عام 1957 والتي دفعت لحشد الجيشين على الحدود وتمركز الأسطول المصري في اللاذقية؛ وأزمة أخرى مع لبنان الذي أغلقت في وجهه الحدود البرية، نتيجة ميل [[كميل شمعون]] نحو الغرب و{{فصع}}[[حلف بغداد]] الذي رفضته الحكومات السورية المتعاقبة، كذلك فإنّ العلاقة مع العراق لم تكن تخلو من التوتر، بل إن الوحدة مع مصر ذاتها، والذي جرت في عام الانتخابات النابية، اعتبرت نوعًا من الصفقات الخارجية، أكثر من كونها قناعة وطنية.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=387}}
=== الأحزاب والانتخابات ===
التجربة الحزبية في سوريا نشأت أواخر القرن التاسع عشر ممثلة بالجمعيات السياسية؛ وخلال مرحلة ما بعد العثمانيين ولانتداب الفرنسي ظهرت العديد من الأحزاب غير أنه لم يكتب لها الاستمرارية. خلال فترة الانتداب، التنظيم السياسي الأقوى، كان [[الكتلة الوطنية (سوريا)|الكتلة الوطنية]]، والتي وقفت مقابل المعتدلين، وهو المصطلح الذي يشير إلى الشخصيات السياسية المستقلة التي كانت متحالفة مع الانتداب. بعد الاستقلال انقسمت الكتلة الوطنية إلى [[حزب الشعب (سوريا)|حزب الشعب]] و{{فصع}}[[الكتلة الوطنية (سوريا)|الحزب الوطني]]؛{{sfn|غوردن تورري|1964|page=51}} وظلّ حزب الشعب حتى نهاية عهد الجمهورية الأولى يحرز المركز الأول في الانتخابات النيابية دون أن يمكن من تحقيق غالبية، أما الحزب الوطني فحلّ ثانيًا ثم تراجع للمركز الثالث بعد [[الانتخابات التشريعية
الحزب الثالث والذي حقق المركز الثاني منذ انتخابات 1954 هو [[حزب البعث العربي الاشتراكي]]، الذي أسسه [[ميشيل عفلق]] و{{فصع}}[[أكرم الحوراني]] مستندًا إلى تحرير الاقتصاد من السلطة الإقطاعية ودعم حقوق العمال، فكان قريبًا لكن أكثر تطرفًا من حزب الشعب في برامجه الاقتصادية خلافًا للحزب الوطني الذي يمثل الطبقة الإقطاعية والغنية؛ أما من الناحية الآيديولوية فإن حزب البعث كان يؤكد على [[قومية عربية|القومية العربية]] و«قوة العرب في وحدتهم» متقاربًا مع التيار الغالب الذي يرأسه القوتلي في الحزب الوطني.
الأحزاب الصغيرة كانت تشمل الإخوان المسلمين الذين حققوا 3% في انتخابات 1954، و5% في [[الانتخابات التشريعية
حتى 1947 كانت الانتخابات تجري بنظام الدرجتين، أي ينتخب الشعب في كل دائرة مجمع انتخابي يقوم بانتخاب نواب الدائرة، غير أنه ألغي نتيجة الاحتجاجات والإضرابات الشعبية واستبدل بالاقتراع المباشر. كانت وزارة الداخلية تشرف على الانتخابات، ويتولى الجيش تأمينها بحكم المصادمات بين المتحازبين التي كانت غالبًا ما تودي إلى قتلى. حصلت المرأة حق التصويت بدءً من [[الانتخابات التشريعية
=== الجيش والقوات المسلحة ===
الجيش والقوات المسلحة تأسست خلال عهد الانتداب الفرنسي، كقوة صغيرة مؤلفة من 5000 عنصر فقط وضعيفة التسليح؛ أغلب السلاح الفردي كان من بقايا الجيش العثماني و{{فصع}}[[الحرب العالمية الأولى]]، أما السلاح الثقيل، فكان شبه منعدم.{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=12}} بعد الاستقلال أثرت [[حرب 1948|هزيمة 1948]] على الجيش، فازداد عدده إلى 27.000 عنصر دائم سوى الخدمة العسكرية الإلزامية للذكور البالغين ذوي الأشقاء الذكور من الأم؛ كما تم تخصيص مبالغ كبيرة من الموازنة العامة لشؤون الدفاع، على سبيل المثال فإن موازنة 1957 لحظ للجيش فيها 45 مليون دولار من أصل 111.5 مليون أي 40% من مجمل الدخل القومي خصص لشؤون الدفاع.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=347}} كذلك، فقد أبرمت خلال النصف الثاني من الخمسينات، صفقات عسكرية ضخمة، مع دول المعسكر الاشتراكي مثل الاتحاد السوفياتي، وتشيكوسلوفاكيا، ومصر جمال عبد الناصر. ضعف إمكانيات الجيش السوري، دفع البلاد لإبرام اتفاقيات دفاع مشترك، مثل الاتفاق مع مصر عام 1955، ومحاولة الاتفاق مع العراق، الذي حالت سياسة المحاور من إبرامه.
كانت الأكاديمية العسكرية في حمص هي الأكاديمية العسكرية الوحيدة في البلاد. ومع الاهتمام بالجيش زاد عدد الضباط والمنخرطين في المؤسسة العسكرية بشكل دائم: ففي عام 1938 كان عدد الضباط في الجيش 306 ضابطًا فقط، وارتفع إلى 3000 خلال مرحلة ما بعد الاستقلال. كان الجيش مقصودًا بشكل خاص من قبل الطبقات الفقيرة والفلاحية الغير متعلمة، فهو
الجيش السوري، لم يقتصر دوره على الدفاع عن البلاد بل كان جزءً من أطرافها السياسية الداخلية أيضًا، بل القوة الأبرز والوحيدة في بعض الفترات بين 1949 - 1954، ورعى عددًا من الانقلابات العسكرية، التي أثرت سلبًا على البلاد، وحياتها الديموقراطية. كما كان الانتماء الحزبي معروفًا بين الضباط فيقال «ضباط بعثيين» أو «شعبيين» أو «قوميين»، إلى جانب «ضباط العائلات» أي أبناء العائلات الإقطاعية - السياسية التي تشكل طبقة البلاد السياسية، والتي تطوع بعض أفرادها في الجيش، مثل الأتاسي، مردم، العظم.{{sfn|ميشيل ترستيان دافيه|1984|page=393}}
سطر 173:
== الاقتصاد ==
[[ملف:Syrien 1961 Tabqa Staudammprojekt Bohrstelle Menschen 0012.jpg|200px|تصغير|يسار|التنقيب عن النفط في [[الثورة (سوريا)|الطبقة]] عام 1961.]]
خلال عهد الجمهورية الأولى، لم يكن النفط أو أي نوع آخر من الثروات الباطنية قد اكتشف؛ والصناعة كانت تقتصر على بعض المصانع المتوسطة الحجم في حلب تحديدًا، فضلاً عن الصناعات التقليدية اليدوية. لذلك فإن الزراعة كانت أساس الاقتصاد السوري ويعمل بها 75% من الشعب مقارنة بنحو 40% حاليًا.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=25}} هذا الاقتصاد الزراعي، كان يعتمد أساسًا على مياه الأمطار، ولم تكن تقنيات الري الحديثة والمشاريع الضخمة قد أقيمت باستثناء التخطيط [[سد الطبقة|لسد الفرات]] أواخر عهد الجمهورية.<ref>[http://www.discover-syria.com/tag/سد%20الفرات سد الفرات]، اكتشف سوريا، 7 مارس 2013. {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305015502/http://www.discover-syria.com/tag/سد%20الفرات |date=5 مارس 2016}}</ref> العامل الثاني المميز لاقتصاد الجمهورية الأولى كان الإقطاع، فنخبة قليلة أرستقراطية من أيام الدولة العثمانية، كانت تمتلك نحوًا من 72% من الأراضي الخصبة في سوريا، ويعمل الفلاحون بوصفهم أقنانًا لمصلحتها.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=420}} سوى ذلك، فإن تأثير الطبقة الاقتصادية على السياسة كان أكبر من أن يفصل، فعلى سبيل المثال [[خالد العظم]] أكبر إقطاعيي منطقة الجزيرة، ورئيس الوزارة لست مرات. هذا التوائم السياسي - الاقتصادي، أدى في الواقع لغياب التشريعات المنصفة لحقوق العمال، وحتى في الممارسات الانتخابية فإن الفلاحين كانوا ينتخبون من يدعمه مالك الإقطاع. النظام الضريبي لم يكن منصفًا بدوره، ووصف بكونه
كانت حقوق العمال والفلاحين، وتطوير الاقتصاد الوطني وتحريره من رقة الإقطاع الزراعي مركز النقاشات السياسية والبرامج الانتخابية في الخمسينات، هذا ما دفع لتحقيق الأحزاب اليسارية مثل [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] المركز الثاني في [[الانتخابات التشريعية
== الخدمات العامة ==
=== الإعلام ===
تأسس [[التلفزيون السوري]] عام 1960 خلال فترة الوحدة مع مصر،<ref>[http://www.kassioun.org/index.php?mode=archeivebody&id=211132 ماذا قدم التلفزيون السوري]، قاسيون، 7 مارس 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151025200212/http://www.kassioun.org/index.php?mode=archeivebody&id=211132 |date=25 أكتوبر 2015}}</ref><ref>[http://www.discover-syria.com/news/6354/8388/ التلفزيون السوري يحتفل باليوبيل الذهبي]، اكتشف سوريا، 7 مارس 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170724230134/http://www.discover-syria.com/news/8388 |date=24 يوليو 2017}}</ref> أما الإذاعة السورية فقد تأسست عام 1930، كما كانت البلاد تستقبل بث عدد من الإذاعات الأجنبية؛ ورغم إمكانية الاستثمار المحلي الخاص في الإذاعة، إلا أن ارتفاع التكلفة جعل الاستثمار في قطاع الإذاعات ضعيفًا. العمود الفقري للإعلام خلال عهد الجمهورية الأولى كان الصحافة، وقد وصفت بكونها
كان سوق الصحافة واسعًا جداً بين صحافة حزبية وصحافة مستقلة، على أرض الواقع لم يكن هناك صحافة مستقلة، فجميع الصحف كانت تدعم وسطًا سياسيًا معينًا، حتى لو لم تكن حزبية. لم تموّل الدولة أيًا من الصحف، ولم تلحظ رقابة حكومية مسبقة على الصحافة، غير أن القانون لحظ عقوبات بالسجن للصحفيين والناشرين، رغم أنه من النادر اللجوء لمثل هذه الدعاوي خلال عهد الجمهورية الأولى.<ref>[https://alwatan.sy/dindex.php?idn=131077 تاريخ الصحافة في سوريا]، الوطن، 7 مارس 2013. {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200517163743/https://alwatan.sy/dindex.php?idn=131077 |date=17 مايو 2020}}</ref> في دمشق كان يصدر 18 صحيفة وفي حلب 11 صحيفة يوميًا، وإذا أضيفت المجلات والدوريات الأسبوعية والشهرية، فإن العدد يرتفع إلى 49 في دمشق وحدها.{{sfn|غوردن تورري|1964|page=41}}
سطر 192:
=== التعليم ===
نصّ الدستور على كون التعليم حقًا لكل مواطن، وإلزاميًا في المرحلة الابتدائية، وأعلن [[دستور سوريا#دستور 1950|دستور 1950]] عن وجوب محو الأمية خلال عشر سنوات، رغم أنها لم تمح كليًا حتى الآن.<ref>[//ar.wikisource.org/wiki/دستور_سوريا_1950 دستور 1950]، المادة 160. {{استشهاد ويب |
اهتمت الدولة بزيادة عدد المدارس والإنفاق الحكومي على التعليم لاسيّما لتغطية الأرياف، يظهر الجدول التالي نمو النظام التعليمي خلال عهد الجمهورية الأولى:{{sfn|غوردن تورري|1964|page=28}}
سطر 212:
{{مراجع|2}}
== الكتب ==
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115300709|مرجع=بشور1996}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف =يوسف الحكيم|عنوان=سورية والانتداب الفرنسي|سنة=1983|ناشر=دار النهار|مكان=بيروت، لبنان}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف=ميشيل ترستيان دافيه|عنوان=المسألة السورية المزدوجة: سوريا في ظل الحرب الثانية|سنة=1984|ناشر=دار طلاس للدراسات والنشر|مكان=دمشق، سوريا}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Syrian Politics and the Military, 1945-1958|ناشر=دار نشر جامعة ولاية أوهايو|مؤلف=غوردن تورري|سنة=1964|لغة=en|مسار= https://books.google.com/books/?id=wIRtAAAAMAAJ|العنوان بالعربي=السياسة والجيش السوريان 1945 - 1958|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200810115216/https://books.google.com/books/?id=wIRtAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=10 آب / أغسطس 2020}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف=غسان محمد رشاد حداد|عنوان=أوراق شامية من تاريخ سورية المعاصر 1946 - 1966|ناشر=مكتبة مدبولى الصغير|سنة=2007|isbn=9789772086276|مسار=https://www.google.com/books/?id=FgsrDwAAQBAJ|مسار أرشيف=http://web.archive.org/web/20200810123957/https://books.google.com/books/?id=FgsrDwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=10 آب / أغسطس 2020}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف=[[فيليب حتي]]|
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف=[[باتريك سيل]]|
{{الانتداب الفرنسي على سوريا}}
سطر 224:
{{مواضيع سوريا}}
{{مشاركون في الصراع العربي الإسرائيلي}}
{{روابط شقيقة|commons=Second Syrian Republic}}
▲{{شريط بوابات|دول|عقد 1950|عقد 1960|سوريا|تاريخ}}
[[تصنيف:أنظمة حكم ما بين الحربين العالميتين]]▼
[[تصنيف:الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان]]
[[تصنيف:انحلالات سنة 1946 في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية]]
[[تصنيف:انحلالات سنة 1958 في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية]]
[[تصنيف:انحلالات سنة 1963 في سوريا]]
▲[[تصنيف:أنظمة حكم ما بين الحربين العالميتين]]
[[تصنيف:بلدان سابقة في الحرب الباردة]]
▲[[تصنيف:تأسيسات سنة 1946 في سوريا]]
[[تصنيف:تاريخ سوريا الحديث]]
[[تصنيف:تأسيسات سنة 1930 في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية]]
[[تصنيف:تأسيسات سنة 1946 في سوريا]]
[[تصنيف:جمهوريات سابقة]]
[[تصنيف:دول سابقة في الشرق الأوسط]]
[[تصنيف:دول وأقاليم انحلت في 1946]]
[[تصنيف:دول وأقاليم انحلت في 1958]]
[[تصنيف:دول وأقاليم
[[تصنيف:
[[تصنيف:دول وأقاليم أسست في 1946]]
[[تصنيف:سوريا في عقد 1920]]
|