حصار قطاع غزة

حصار خانق فرضته إسرائيل على قطاع غزة إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية في 2006

حصار غزة هو حصار خانق فرضته إسرائيل على حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة براً وبحراً وجواً، حيث أعلنت إسرائيل التي تحكم حدود القطاع من 3 نواحي أنه وبعد إنسحاب لها عرف بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية في سبتمبر 2005 لن يكون للفلسطينيين سيطرة على جانبهم من الحدود مع مصر. في 2007 أحكمت إسرائيل الحصار على القطاع ذي الكثافة السكانية العالية والذي يشكل اللاجئون معظم سكانة، مانعة أو مقننة دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم ومنع الصيد في عمق البحر، ومغلقة المعابر بين القطاع وإسرائيل. بينما أغلق معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر.[1][2] تتابعت الجهود من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب لكسر الحصار بأشكال متعددة، ولم تتوقف إسرائيل عن شن الحملات العسكرية على القطاع، واستمرت الفصائل الفلسطينية كذلك بمحاربة إسرائيل تحت راية المقاومة. ويوصف القطاع سواء من المنظمات الإنسانية أو المفكرين أو الصحفيين بسبب الظروف والصعوبات المفروضة على السكان والحصار المضروب بأنه "سجن خارجي كبير" أو أسوء.[3][4]

تعتبر أنفاق التهريب الواصلة للجانب المصري من الطرق الرئيسية لدخول السلع التجارية للتجار في غزة بالإضافة للأسلحة بعد الحصار.
كاريكاتير لكارلوس لطوف يسخر من تورط المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حصار غزة نشر سنة 2011م.

خلفية تاريخية

عدل

أوائل العقد الأول من القرن 21

عدل

فرضت إسرائيل حصارًا على الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، عدة مرات أثناء الانتفاضة الثانية. ونتيجة للحصار، ارتفعت معدلات البطالة في غزة إلى 85%.[5][6][7]

إسرائيل وتركيبة قطاع غزة

عدل

طردت القوات الصهيونية في حرب تأسيسها لإسرائيل عام 1948 آلاف الفلسطينيين لقطاع غزة، وشكل هؤلاء اللاجئون غالبية السكان في قطاع غزة، وعندما احتل جيش إسرائيل مزيدا من الأرض ومن ضمنها القطاع عام 1967، وضع الإحتلال السكان الفلسطينيين في تلك المناطق تحت حكم عسكري ودون حقوق المواطنة المدنية. بعد الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية الموجودة في المنفى وإسرائيل عام 1993 اتفاق سلام بمرحلة إنتقالية، بدأت بإنشاء سلطة فلسطينية بدءا غزة وأريحا والنقل التدريجي للأراضي والسلطة إليها. بحلول عام 2000 كانت الفترة الإنتقالية قد إنقضت وافرغت عملية السلام من معناها، فانتفض الفلسطينيون مرة اخرى عام 2000 مواجهين إسرائيل، التي ردت بتدمير المؤسسات والبنية التحية وإغتيالات واسعة للقيادات السياسية.

إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي وتطويق القطاع

عدل

بحلول عام 2005 كانت الإنتفاضة الثانية قد انتهت، وقامت إنتخابات رئاسية فلسطينية ليصبح محمود عباس (أبو مازن) أحد وجوه حركة فتح الرئيس الفلسطيني الجديد، وفي سبتمبر 2005 قامت إسرائيل "بإعادة انتشار" تضمن سحب جيشها من قطاع غزة وإخلاء مستوطناتها هناك، بالإضافة إلى إخلاء مستوطنات في مناطق في شمال الضفة الغربية فيما عرف بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية، وفي ذلك الإطار، قالت إسرائيل أنه لن يكون للفلسطينيين سيطرة على جانبهم من الحدود مع مصر، وأن معبر رفح يجب أن يكون مغلقا. تذبذبت السلطات المصرية بين السماح بالحركة عبر معبر رفح وإغلاقه، بالتوازي مع وصول السلطة الفلسطينية آنذاك لإتفاقين مع إسرائيل لتشغله بمساعدة أوروبية كطرف ثالث. إلا ان الحركة ظلت محدودة ولم تمر البضائع سوى عبر معبر كرم أبو سالم تحت السيطرة الإسرائيلية ورقابة الإتحاد الأوروبي.[8]

في يناير من عام 2006 أقيمت انتخابات تشريعية في الأراضي المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة) التي حصلت فيها حركة حماس وبشكل غير متوقع على غالبية المقاعد، وشكلت حكومة وبدأت العمل ضمن بنية السلطة القائمة، الأمر الذي تصادم مع الإحتكار التقليدي للسلطة في يد فتح. في حين أن الترتيات الحدودية الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي ومصر ظلت سارية حتى يونيو 2006، إلا أن مصر لم تفتح المعبر لبقية العام إلا ما مجموعه 31 يوما متفرقة.[8] في حزيران 2007 أنهت حماس الصراع على السلطة مع فتح في غزة لصالحها.[9] تبع ذلك تشديد إسرائيل للحصار على القطاع، والذي يشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل. بينما أغلق معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر.[1][2] وعلي إثر هذا الحصار قام الآلاف من الفلسطينيين في 23 يناير، 2008 باقتحام الحدود إلى الجانب المصري والدخول للتزود بالمواد الغذائية من مصر بعد نفاذها من القطاع،[10] عبر في هذا الاقتحام ما يقرب من 750 ألف فلسطيني، وقد صرح الرئيس المصري حسني مبارك للصحفيين لدى افتتاحه معرض الكتاب السنوي في القاهرة: «أمرت قوات الأمن بالسماح للفلسطينيين بالعبور لشراء حاجاتهم الأساسية والعودة إلى غزة طالما أنهم لا يحملون أسلحة أو أي محظورات».[11] قامت إسرائيل بعد حادثة الاعتداء على أسطول الحرية الذي كان يستهدف كسر الحصار كما أعلن الناشطون على متنه بتخفيف الحظر المفروض على دخول بعض السلع الغذائية وأدوات المطبخ ولعب الأطفال،[12][13] بينما رفضت حركة حماس القرار واعتبرته دعائياً وغير عملي.[14]

الحالة المتردية لسكان القطاع دفعت منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد بوصف الحصار قائلا أنه «اعتداء على الكرامة الإنسانية».[15] كما هدمت إسرائيل مطار غزة الدولي المطار الوحيد في قطاع غزة كلياً مما زاد شدة الحصار والمعاناة.[بحاجة لمصدر]

حصار 2005-2006

عدل

في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول 2005، أثناء الانسحاب الإسرائيلي، أعربت شخصيات بارزة على الساحة السياسية الدولية، بما في ذلك وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر، عن مخاوفها من احتمال تحول غزة إلى سجن مفتوح.[16]

في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني 2008، اندلعت اشتباكات بين سكان غزة والشرطة المصرية أمام الحدود، مطالبين بفتح معبر رفح. وتضمنت الاشتباكات إطلاق النار الحي، ووقعت إصابات في الجانبين. وتمكنت خمسون امرأة من العبور، وردت الشرطة المصرية بهجوم بمدافع المياه. ووصلت قوات أمن مصرية إضافية، وتمكنت من استعادة الهدوء ومنع المزيد من العبور.[17]

وضع الصيد

عدل

بلغ عدد الصيادين المسجلين في غزة من 4 ألاف صياد يعيلون ما يزيد عن 40 ألف مواطن فلسطيني من صيد السمك في قطاع غزة،[18][19][20] ووفقاً لنقابة الصيادين في غزة، يحتاج الصيادون إلى ما يزيد عن 17 الف لتر من الوقود كل يوم للتمكن من تشغيل القوارب خلال فصل الصيد.[21]

وفي شهر نيسان من كل سنة تبدأ هجرة الأسماك من دلتا النيل إلى المياه التركية والتي يعتمد عليها صيادو الأسماك الغزيين. ومع ذلك تحدد إسرائيل مدى ستة أميال فقط من شواطئ غزة للصيد مع العلم أن معظم قطيع السمك المهاجر يتواجد عادة على بعد عشرة أميال من الشاطئ. وعادة ما يتم الاعتداء على الذين تجاوزوا الحد بثلاثة أميال، حيث اعتقل أكثر من 70 صياداً عام 2007 من قبل البحرية الإسرائيلية.[بحاجة لمصدر] في عام 1990 وصل معدل صيد السمك إلى أكثر من 3000 طن، وتدنى في عام 2011 ليصل تقريباً ما لا يزيد عن 500 طن فقط بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة.[22]

كما أن هناك أثر بيئي للحصار على المياه التي يبحر عليها الصيادون، حيث تتلوث بخمسين مليون لتر من المياه العادمة كل يوم وذلك لعدم وجود خيار آخر لتصريفها.

التحرك لكسر الحصار

عدل

في 23 أغسطس 2008 نجح 44 من المتضامنين الدوليين الذين ينتمون ل17 دولة على متن سفينتي «غزة حرة» و«الحرية» بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لأول مرة، وقد انطلقت هاتين السفينتين من قبرص يوم 22 أغسطس محملتين بالمساعدات الإنسانية ووصلتا القطاع بعد أن واجهتا تهديدات من جانب الإسرائيليين بمنعهم من الوصول للقطاع كما واجهتا ألغام بحرية وتشويش عرقلت وصلهما لشواطئ القطاع عدة ساعات، فيما استقبلهم أهالي القطاع والحكومة الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بالترحاب [23]، وغادرت السفينتين يوم 28 سبتمبر القطاع واقلتا معهما عدد من الفلسطينيين كانوا عالقين في القطاع.[24]

في 1 ديسمبر 2008 قامت إسرائيل بمنع سفينة المروة الليبية التي حوت 3 آلاف طن من المواد الغذائية والأدوية ومساعدات متنوعة من إنزال شحنتها قرب غزة، حيث اعترضتها الزوارق الحربية كما أوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية «إن سفناً حربية إسرائيلية اعترضت السفينة الليبية وأوقفتها وأمرتها بالعودة من حيث جاءت» بحجة «أنه غير مسموح لها بالرسوّ في الأراضي الفلسطينية بغزة».[15]

وعلّق الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي سفن كسر الحصار بأنها «لعبة سخيفة» فيما عبرت منظمة «حركة غزة حرة» عن أسفها الشديد لتصريحات الرئيس عباس، فيما اعتبرت حركة حماس تصريحاته «كلام سخيف لا يستحق الرد».[25]

وفي مايو 2010، تحركت ستة سفن ضمن ما أطلق عليه اسم أسطول الحرية أكثرها تركية، ضمت حوالي 750 راكب من تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيرلندا، اليونان، بالإضافة لعرب ومواطنو دول أخرى، مع أكثر من 10 آلاف طن من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وقد تم إيقاف هذه القافلة، وبالتحديد سفينة مافي مرمرة من قبل قوات البحرية الإسرائيلية التي استخدمت الرصاص الحي ضد الناشطين في موقعة عدد من القتلى يصل إلى 19 وعدد أكبر من الجرحى. وأدت تلك الأحداث إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لرفع الحصار، وقامت إسرائيل على أثره بتخفيف الحظر المفروض على بعض السلع.[13]

الموقف الدبلوماسي

عدل

تعرضت إسرائيل في ديسمبر 2008 لانتقادات عنيفة في «منتدى الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» الذي عقد في جنيف بسويسرا حيث حثت دول غربية بينها فرنسا، ألمانيا، أستراليا، بريطانيا وكندا إسرائيل عن رفع حصارها للقطاع، حيث قالت أن هذا الحصار أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للمواطنين، كما تحدث في المنتدى عدد من مندوبي عدة دول بينها مصر، سوريا وإيران إلا أن مندوب الولايات المتحدة لم يتحدث في الجلسة، ودافعت إسرائيل أن القطاع أصبح «بؤرة للإرهابيين» الذين يعدون ويشنون هجمات بالصواريخ عليها، وذلك حسب تعبير كبير المستشارين القانونيين بوزارة الخارجية الإسرائيلية.[26]

جريمة حرب

عدل

في 10 ديسمبر 2008 رفع حقوقيون وقانونيون من بلدان عدة من بينهم 3 محامين إسبان، مع وفد يمثل أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية ومنظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب المسجَّلة دوليًّا، والعضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد حكومة إسرائيل وكبار قادتها السياسيين والعسكريين؛ بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية الناجمة عن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وتمثل هذه الدعوى أول ملاحقة قانونية لدى المحكمة الجنائية الدولية لكبار القادة الصهاينة، وفي صدارة المُدَّعَى عليهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ونائبه ماتان فلنائي ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر ورئيس الأركان غابي أشكنازي. وتهدف الدعوى إلى إلزام مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية «بالتحقيق بالجرائم التي تُرتكب في غزة؛ وفقًا لنصوص المحكمة وما ورد في نظام روما الأساسي».وتقول الناشطة اللبنانية في حقوق الإنسان مي الخنساء رئيسة المنظمة أن الدعوى جاءت بسبب الجرائم البشعة التي يجري ارتكابها بحق أهل غزة، وقالت: «يجب أن نلجأ إلى القضاء لتحصيل الحقوق، وأن نمارس الضغط على دولة الاحتلال؛ كي يعرف العالم أنها كيان إرهابي».[27]

جدار مصر

عدل

بدأت مصر في خريف 2009 ببناء جدار فولاذي يمتد على طول الحدود مع قطاع غزة تحت الأرض، بالإضافة إلى بضعة أميال بحرية للحدود البحرية وذلك للحد من التهريب وعمليات التسلل على حد قول الحكومة المصرية. يقوم الجدار بحسب تصريحات الحكومة المصرية بتعزيز الأمن القومي للبلاد.[28] ورفضت مصر تصنيف الجدار كعامل لتشديد الحصار على القطاع لكون الجدار تحت سطح الأرض،[29] مع إقرارها بالوضع المعيشي الصعب لدى الغزيين.[30]

القناة المائية على حدود قطاع غزة

عدل

شرع الجيش المصري في شهر نوفمبر 2014 بشق قناة مائية على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة بزعم القضاء على ظاهرة الأنفاق الحدودية المنتشرة في المنطقة. ويتمثل المشروع المصري بإنشاء قناة يبلغ طولها حوالي 14 كم عن طريق حفر أحواض مائية كبيرة وعميقة وغمرها بالمياه مما سيؤدي إلى خلخلة التربة في تلك المنطقة.[31] وعلى الصعيد الفلسطيني، رحب الرئيس محمود عباس بالمشروع المصري بإقامة القناة المائية على حدود قطاع غزة، وأوضح عباس في مقابلة تلفزيونية أنه صاحب الفكرة بإنشاء هذه القناة كحل أمثل للتعامل مع ظاهرة الأنفاق الحدودية.[32] في المقابل، استنكرت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المشروع المصري واعتبرته خطوة جديدة في مسلسل تشديد الحصار على قطاع غزة. ودعا إسماعيل هنية- نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- مصر إلى الوقف الفوري لهذا المشروع كونه يضر بالعلاقات التاريخية بين الشعبين إضافة إلى أضراره الكبيرة على المستوى البيئي.[33] وعلى المستوى البيئي، حذر نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن البنا من المشروع المصري على طول الحدود مع غزة، وقال البنا إن المشروع يؤثر بصورة كارثية على البيئة، ويدمر خزان المياه الجوفية، مما يهدد حياة المواطنين، حيث ناشد الأمم المتحدة بالتدخل الفوري للضغط على الحكومة المصرية لوقف هذا المشروع.[34]

أثر حرب 2014 علي الاوضاع المعيشية

عدل

أثر الحرب على النساء والفتيات

عدل

ديسمبر 2015- استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له الضرر الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على النساء والفتيات في قطاع غزة صيف عام 2014.

ووثق التقرير مقتل 299 وإصابة حوالي 2000 امرأة، إضافة إلى مقتل 197 من الفتيات الغزيات وإصابة المئات.

وعلى صعيد أماكن العيش، ذكر التقرير أن ما يقارب من 22 ألف امرأة و24 ألف فتاة فقدن أماكن عيشهم بشكل كلي أو جزئي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.[35]

التداعيات الإنسانية للحصار

عدل
 
الأزمة الإنسانية في قطاع غزة
 

أصدر المرصد الأورومتوسطي تقريرًا شاملًا عن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد مرور 11 عامًا على الحصار حيث تجاوزت معدلات الفقر 65% بينما وصلت معدلات انعدام الأمن الغذائي إلى 72%، وأصبح 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات. مع نهاية عام 2016، شهدت البطالة ارتفاعاً لتصل إلى 43%. وذكر التقرير أن إغلاق معبر كرم أبو سالم الاقتصادي كان بنسبة 36% خلال عام 2016. وفي الربع الأخير من العام،  وضع الاحتلال عقبات أمام خروج المرضى إلى الضفة الغربية؛ إذ بلغت نسبة الموافقة على تصاريح الخروج في الربع الأخير من العام 44%. فيما ما يتعلق بالتصاريح التجارية عبر معبر ايرز، ألغى الاحتلال 1900 تصريحاً تجارياً من أصل 3700 تصريح، بينما وافق على أقل من 50% من طلبات حصول تصريح  لتلقي العلاج الطبي خارج القطاع. التقرير أشار إلى وصول 46%  فقط من أموال المانحين لإعادة إعمار غزة. وأكد تقرير المرصد الحقوقي انخفاض عدد الصيادين في قطاع غزة من 10,000 إلى  4,000 في الفترة ما بين 2000 و 2017.[36][37]

في 25 يناير 2022، نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرًا يوثق فيه تداعيات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وكشف فيه عن الآثار الوخيمة التي أحدثها الحصار في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية. علاوة على ذلك، كشف التقرير عن تضاعف مؤشرات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بفعل الحصار والهجمات الإسرائيلية المتكررة على غزة. إضافة ذكر التقرير أن نسبة البطالة قبل فرض الحصار –في عام 2005– كانت نحو 23.6%، لكن مع استمرار الحصار وصلت إلى 50.2% عام 2021، لتكون بين أعلى معدلات البطالة في العالم. وكذلك معدلات الفقر قفزت من 40% في عام 2005 إلى 69% في عام 2021 حيث تقلص نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما لا يزيد عن 18%.[38]

الوضع الصحي

عدل

أثر الحصار «الإسرائيلي» المفروض على قطاع غزة على الوضع الصحي للسكان، حيث منعت إسرائيل من إدخال المواد والمستلزمات والأجهزة الطبية، لأكثر من 2 مليون مواطن يعيشون في ظل ظروف معيشية غاية في الصعوبة. في 2016، نُشر تقرير عن وزارة الصحة بغزة أن 56% من حالات العلاج في الخارج لم يسمح لها بالسفر. بالإضافة إلى أن نسبة العجز في الأدوية الأساسية بلغت 47% بما فيها أدوية السرطان وأمراض الدم، ونسبة العجز من المستهلكات الأساسية وصلت إلى 30%، بما فيها مستهلكات العمليات وأقسام الطوارئ وما نسبته 49% من العجز في الفحوصات المخبرية.[39]

الآثار الاقتصادية

عدل

في 10 مايو 2021، نشر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريرًا كشف فيه عن أثر الحصار «الإسرائيلي» المفروض على قطاع غزة على حركة التجارة في القطاع، حيث تُعرقل دخول وخروج البضائع من وإلى قطاع غزة، ما أسهم في تدهور حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية، وأثرت على مختلف القطاعات الإنشائية والصناعية والزراعية والمياه والكهرباء والتعليم. علاوة على ذلك، تُسيطر إسرائيل على معابر القطاع بهدف إحكام سيطرة الدخول والخروج لمنع الصادرات والواردات وخنق القطاع.[40]

وفي أعقاب فرض الحصار، أوقفت إسرائيل جميع أنشطة التصدير من قطاع غزة. وحصلت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية جيشا، المعروفة باسم المركز القانوني لحرية الحركة، على وثيقة من الحكومة الإسرائيلية تنص على أن "لكل دولة الحق في تحديد ما إذا كانت لن تشارك في علاقات اقتصادية أو تقدم مساعدات اقتصادية للطرف المعارض في الصراع، أو أنها تنوي استخدام "حرب اقتصادية".

ردود الأفعال الدولية

عدل

في أعقاب زيارته لغزة في مارس/آذار 2010، انتقد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة الخاضعة للحكم الفلسطيني ووصفه بأنه "غير إنساني وغير مقبول". وحث الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول على تكثيف جهودها في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار. وقد سجل مارتن تاريخاً جديداً باعتباره أول وزير خارجية من الاتحاد الأوروبي تطأ قدماه غزة منذ أكثر من عام.[41]

الأفراد

عدل

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر – في يونيو/حزيران 2009، التقى جيمي كارتر بقادة حماس في غزة لمدة ثلاث ساعات. وقبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية ومسؤولين آخرين من حماس، تحدث الرئيس كارتر بقوة ضد الحصار الاقتصادي المفروض على غزة. وقال كارتر أمام الحشد في حفل توزيع جوائز لتلاميذ المدارس التابعة للأمم المتحدة للاجئين: "إن المسؤولية عن هذه الجريمة المروعة لحقوق الإنسان تقع على عاتق القدس والقاهرة وواشنطن وفي مختلف أنحاء المجتمع الدولي. ولابد أن تتوقف هذه الانتهاكات؛ ولابد من التحقيق في الجرائم؛ ولابد من هدم الجدران، ولابد أن يأتي الحق الأساسي في الحرية إليكم".[42]

انظر أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب مظاهرات أمام السفارات والقنصليات المصرية اليوم في أوروبا احتجاجا علي جدار «العار»، جريدة الدستور المصرية، 1 يناير 2010 نسخة محفوظة 05 يناير 2010 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  2. ^ ا ب حماس: مصر تشارك في حصار غزة، جريدة الشروق المصرية، 6 يناير 2010 نسخة محفوظة 10 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Multiple sources:
  4. ^ Tétrault-Farber، Gabrielle (11 يوليو 2023). Maclean، William (المحرر). "Israel occupation makes Palestinian territories 'open-air prison', UN expert says". رويترز. مؤرشف من الأصل في 2024-01-04. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-12.
  5. ^ "Israel seals off Gaza, West Bank until Friday". سي إن إن. 24 أبريل 2001. مؤرشف من الأصل في 2023-10-26.
  6. ^ Brown، Derek (17 أكتوبر 2001). "Middle East timeline: 2001 part one". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2024-01-26.
  7. ^ Dyer، C. (2002). "Cases of child malnutrition double in Gaza because of blockade". The British Medical Journal. ج. 324 ع. 7338: 632. DOI:10.1136/bmj.324.7338.632. PMC:1172086.
  8. ^ ا ب Sullivan, Denis Joseph; Jones, Kimberly A. (ed.) Global Security Watch – Egypt: A Reference Handbook, "The Rafah Crossing – The Border with Gaza", pp. 116–118. ABC-CLIO, 2008 نسخة محفوظة 2023-10-20 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ حصار غزة بين الحواجز والجسور، إذاعة هولندا العالمية، 27 أكتوبر 2008 م نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ تفجير معبر رفح.. والآلاف يتدفقون نحو مصر، إسلام أون لاين، 23 يناير 2008 م نسخة محفوظة 19 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ مشعل يطالب العرب بالوقوف خلف مصر، مبارك: فتحنا معبر رفح، إسلام أون لاين، 23 يناير 2008 نسخة محفوظة 29 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ إسرائيل تخفف الحصار على غزة، أخبار الإمارات - تاريخ الدخول: 18 يوليو، 2010. نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ ا ب إسرائيل تخفف حصار غزة وتسمح بدخول الأغذية، مصراوي - تاريخ الدخول: 18 يوليو، 2010. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  14. ^ إسرائيل تخفف الحصار عن غزة وتواصل فرض الطوق الأمني، الشرق الأوسط - تاريخ الدخول: 18 يوليو، 2010. نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  15. ^ ا ب إسرائيل تعيد سفينة مساعدات ليبية كانت متوجهة لغزة - س ان ان العربية - تاريخ النشر 1 ديسمبر-2008- تاريخ الوصول 2 ديسمبر-2008 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ "Jordan: Gaza will become prison unless crossing points opened". Haaretz. The Associated Press. 12 سبتمبر 2005. مؤرشف من الأصل في 2024-03-16. We cannot speak about a comprehensive pullout without including the freedom of movement, the full opening of all the crossing points.If this doesn't happen, Gaza will be transformed into a big prison.
  17. ^ قناة الجزيرة الإنجليزية – Gazans clash with Egyptian police at Rafah – 22 January 08
  18. ^ "اصطياد (10) أطنان من السمك بغزة عقب انحسار المنخفض". مؤرشف من الأصل في 2022-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-02.
  19. ^ "نقابة الصيادين في غزة: إسرائيل اعتقلت 63 صياداً خلال 2022". مؤرشف من الأصل في 2023-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-02.
  20. ^ انخفض عدد الصيادين المسجلين في غزة من 10000 إلى 4000 منذ عام 2000.
  21. ^ https://www.aljazeera.net/ebusiness/2012/4/5/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9 نسخة محفوظة 2023-12-03 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ "الحصار الإسرائيلي يقضي على قطاع صيد السمك في غزة". اطلع عليه بتاريخ 2024-11-08.
  23. ^ سفينتا «غزة الحرة» و«الحرية» تنجحان في كسر حصار غزة، جريدة الشرق الأوسط، 24 أغسطس 2008 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 6 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ سفينتا "غزة الحرة" تنقلان فلسطينيين إلى قبرص رغم الحصار، سي إن إن، 28 سبتمبر 2008 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ "غزة الحرة" تأسف على تصريحات عباس وتنفي تعاونها مع إسرائيل، محيط، 12 ديسمبر 2008 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ انتقادات لإسرائيل في منتدى للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان - رويترز - تاريخ النشر 4 ديسمبر-2008- تاريخ الوصول 4 ديسمبر-2008 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-01-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-12.
  27. ^ دعوى لدى "الجنائية الدولية" ضد الصهاينة بسبب حصار غزة، إخوان أون لاين، 10 ديسمبر 2008 نسخة محفوظة 20 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ matter of national security.html A matter of national security، The Egyptian Gazzete.(بالإنجليزية) [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 8 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ أبو الغيط: يسعدنا الدور التركي ونسعى للانسجام العربي، جريدة الشرق الأوسط نسخة محفوظة 29 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  30. ^ شهود عيان: جدار رفح موجود تحت الأرض، جريدة الشروق، 13 ديسمبر، 2009 نسخة محفوظة 11 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
  31. ^ وكالة سما الإخبارية | الجيش المصري يواصل أعمال شق القناة المائية المصرية على حدود غزة نسخة محفوظة 25 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  32. ^ الرئيس محمود عباس يتفاخر بأنه صاحب فكرة إغراق أنفاق غزة - YouTube نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  33. ^ هنية يطالب مصر بوقف شق قناة مائية على حدود غزة - العربية.نت | الصفحة الرئيسية نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  34. ^ دوت مصر | سلطة المياه الفلسطينية: بناء مصر خندق مائي يدمر حياة الفلسطينيين نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  35. ^ قطاع غزة: الآثار طويلة الأمد للأعمال القتالية عام 2014 على النساء والفتيات | كانون الأول/ديسمبر 2015
  36. ^ https://www.btselem.org/arabic/gaza_strip/20170129_killing_the_fishing_sector
  37. ^ Monitor, Euro-Med. "مع دخول الحصار عامه الثاني عشر.. غزة: مئة ألف ساعة من العزل". Euro-Mediterranean (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-01-28. Retrieved 2017-01-26.
  38. ^ الإنسان, المرصد الأورومتوسطي لحقوق. "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان - 16 عامًا من المرارة.. تقرير جديد يرصد تداعيات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة". المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (بar-EG). Archived from the original on 2022-01-25. Retrieved 2022-02-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  39. ^ "الاعلام: تراجع الوضع الاجتماعي والصحي في غزة". دنيا الوطن. مؤرشف من الأصل في 2022-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-27.
  40. ^ "ورقة حقائق حول: آثار الحصار الإسرائيلي المشدد على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة". EuroPal Forum (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-11-08. Retrieved 2022-02-27.
  41. ^ "Irish FM urges EU to pressure Israel to end Gaza blockade". هاآرتس. 5 مارس 2010. مؤرشف من الأصل في 2010-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-12.
  42. ^ McCarthy، Rory (16 يونيو 2009). "Carter challenges Gaza blockade as he meets Hamas leaders". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 2013-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.

وصلات خارجية

عدل