انتقل إلى المحتوى

علم اجتماع وقت الفراغ: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MaraBot (نقاش | مساهمات)
تجربة إضافة قالب معلومات
لا ملخص تعديل
 
(4 مراجعات متوسطة بواسطة 3 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{بطاقة عامة}}
{{لا صندوق معلومات}}
[[ملف:Bulwary wiślane w Warszawie 2019a.jpg|تصغير|200بك|يسار]]
[[ملف:Bulwary wiślane w Warszawie 2019a.jpg|تصغير|200بك|يسار]]
'''علم اجتماع وقت الفراغ''' {{إنج|Sociology of leisure}} يدرس [[علم الاجتماع|علم اجتماع]] [[وقت فراغ]] كيفية تنظيم [[إنسان|البشر]] [[وقت فراغ|لأوقات فراغهم]]، كما يدرس مجموعةً واسعةً من النشاطات مثل [[رياضة|الرياضة]] و[[سياحة|السياحة]] واللعب [[لعبة|بالألعاب]]. ويرتبط علم اجتماع وقت الفراغ ارتباطا واسعاً [[علم الاجتماع الصناعي|بعلم الاجتماع الصناعي]]، حيث أن كلاهما يستكشف جوانباً مختلفةً من علاقات [[عمل (توضيح)|العمل]] [[وقت فراغ|وأوقات الفراغ]]. وأظهرت الدراسات الأخيرة في مجال الابتعاد عن علاقات [[عمل (توضيح)|العمل]] وأوقات الفراغ تركز على العلاقة بين وقت الفراغ و[[ثقافة|الثقافة]].
'''علم اجتماع وقت الفراغ''' {{إنج|Sociology of leisure}} يدرس [[علم الاجتماع|علم اجتماع]] [[وقت فراغ]] كيفية تنظيم [[إنسان|البشر]] [[وقت فراغ|لأوقات فراغهم]]، كما يدرس مجموعةً واسعةً من النشاطات مثل [[رياضة|الرياضة]] و[[سياحة|السياحة]] واللعب [[لعبة|بالألعاب]]. ويرتبط علم اجتماع وقت الفراغ ارتباطا واسعاً [[علم الاجتماع الصناعي|بعلم الاجتماع الصناعي]]، حيث أن كلاهما يستكشف جوانباً مختلفةً من علاقات [[عمل (توضيح)|العمل]] [[وقت فراغ|وأوقات الفراغ]]. وأظهرت الدراسات الأخيرة في مجال الابتعاد عن علاقات [[عمل (توضيح)|العمل]] وأوقات الفراغ تركز على العلاقة بين وقت الفراغ و[[ثقافة|الثقافة]].
سطر 5: سطر 5:
وحددت دراسات أوقات الفراغ أنماطاً لملاحظتها والتي لا يمكن تفسيرها بسهولةٍ عن طريق المتغيرات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] و[[اقتصاد (علم)|الإقتصادية]] مثل [[دخل (توضيح)|الدخل]] أو [[عمل (توضيح)|العمل]] أو [[تعليم|التعليم]]. ويتأثر نوع نشاط وقت الفراغ تأثراً كبيراً بوضع الفرد الحالي (وجود أو عدم وجود [[أسرة|الأسرة]] و[[العمر]] وعوامل أخرى).
وحددت دراسات أوقات الفراغ أنماطاً لملاحظتها والتي لا يمكن تفسيرها بسهولةٍ عن طريق المتغيرات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] و[[اقتصاد (علم)|الإقتصادية]] مثل [[دخل (توضيح)|الدخل]] أو [[عمل (توضيح)|العمل]] أو [[تعليم|التعليم]]. ويتأثر نوع نشاط وقت الفراغ تأثراً كبيراً بوضع الفرد الحالي (وجود أو عدم وجود [[أسرة|الأسرة]] و[[العمر]] وعوامل أخرى).


==نظرية==
== نظرية ==
في الآونة الأخيرة، يعتبر علم اجتماع وقت الفراغ حقلاً فرعياً لعلم الاجتماع مقارنةً بأكثر الحقول الفرعية التقليدية مثل [[علم الاجتماع الصناعي]] و[[علم اجتماع العائلة]] و[[علم اجتماع التعليم]]. وقد تطور كثيراً في النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]]. وكان كثيراً ما ينظر إلى وقت الفراغ باعتباره ميزةً طفيفةً غير هامةٍ نسبياً في [[مجتمع|المجتمع]]. أما الآن فقد تم الاعتراف بالفراغ كمؤسسةٍ اجتماعية كبيرةٍ تستحق استجوابا اجتماعيا كبيراً، لاسيما في [[الحضارة الغربية|المجتمعات الغربية]]. كما لاحظ جون ولسون وآخرون أنه من الصعب تعريف [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]]. ولذلك فإن تعاريفه عديدة وغالباً ما تكون متناقضةً فيما بينها، فعلى سبيل المثال، قد يعتبر جزءاً منفصلاً مرةً واحدةً أو بحسب جودة [[تجربة|التجربة]] بغض النظر عن [[زمن|الوقت]]. وقد أبرز جوفر ديمايزيدر أربع تعريفات مميزة للفراغ التي تبدأ بشكل تدريجيٍّ وواسعٍ في نطاقٍ ضيقٍ. وأول وأوسع تعريف للفراغ: هو نمط من [[سلوك|السلوك]] الذي قد يظهر في [[عمل (توضيح)|العمل]]. والتعريف الثاني هو: أي [[نشاطية|نشاط]] غير [[عمل (توضيح)|العمل]]. أما التعريف الثالث فهو: استثناء المزيد من الالتزامات المنزلية والأسرية. وأخيراً أضيق تعريف للفراغ هو: الأنشطة المكرسة لتحقيق الذات. وتعريفات ديمازيدر الأربع غير شاملة. وينظر إلى التعاريف والتدابير غير المتوافقة كعاملٍ أساسيٍّ يمثل في بعض الأحيان نتائج بحوثٍ متناقضةٍ. وهناك بعض الأسئلة العالقة بشأن تعريف العمل بشكلٍ خاصٍ سواءً كانت مساعيَ غير مدفوعةٍ مثل [[تعليم|الدراسة]] أو [[تطوع|العمل التطوعي]]، وكلاهما عمل. ولا ينبغي أن يساوى وقت عدم [[عمل (توضيح)|العمل]] مع وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] كما أنه لا يضم وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] المكرس للترفيه فقط ولكنه يضم أيضاً الوقت المكرس لأنشطةٍ إجباريةٍ معينةٍ مثل [[واجب|الواجبات]] المنزلية. كما أن تقسيم الأنشطة إلى وقت فراغ وتكريس الوقت لذلك أمرٌ ليس بالسهل، فعلى سبيل المثال فإن تنظيف سن واحد ليس بعملٍ ولا ترفيهٍ، وقد اختلف [[عالم (توضيح)|العلماء]] في تصنيفاتهم للأنشطة مثل تناول وجبةٍ و[[سوق|التسوق]] و[[إصلاح (سياسة)|إصلاح]] [[سيارة|السيارة]] وحضور المراسم [[دين (توضيح)|الدينية]] أو الاستحمام (الاختلافات الفردية قد تُصنف أو لا تصنف بعض الأنشطة كترفيهٍ). وقد لا تكون العلاقة بين [[عمل (توضيح)|العمل]] والترفيه واضحةً، وتشير الأبحاث أن بعض الأفراد يجيدون المهارات التي اكتسبوها في العمل والتي تكون مفيدةً إلى هواياتهم (والعكس بالعكس)، وقد يستخدم بعض الأفراد الأنشطة الترفيهية للتقدم لمهنة عملهم. وقد اختلف علماء الاجتماع حول ما إن كان ينبغي أن تدرج أنشطةٌ روحيةٌ وسياسيةٌ ينبغي أن تتضمنها دراسات أوقات [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]]، وعلاوةً على ذلك ومن خلال بعض المجتمعات المهنية مثل [[ضابط|ضباط]] [[شرطة|الشرطة]] أو [[عمال]] [[منجم|المناجم]]، وإنه من الشائع لزملاء [[عمل (توضيح)|العمل]] أن يكون هناك وقتٌ إضافيٌّ للمشاركة مع [[الأصدقاء (توضيح)|الأصدقاء]]، و[[عمل (توضيح)|العمل]] القائم على الأنشطة الترفيهية جزء من تعريف وقت الفراغ، وهناك تساؤلاتٌ أخرى في الشأن النظري موجهةٌ إلى [[عالم (مهنة)|علماء]] اجتماع وقت الفراغ، فمثلا من الصعب قياس النتائج حيث لاحظت الدراسات المنزلية أن كميةً معينةً من الزمن (على سبيل المثال ساعةً واحدةً) قد تكوِّن قيماً مختلفةً تعتمد على ما يحدث في غضون يومٍ أو أسبوعٍ أو سنةٍ. وأخيراً فقد يعوق [[تعليم|الدراسة]] [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] للفراغ قلة وجود [[بيانات]] موثوقة للدراسة الطولية المقارنة للعديد من المجالات الأخرى للتحقق في [[علم|العلوم]] [[علم الاجتماع|الاجتماعية]]، كما أن هناك جمع بياناتٍ قليلةٍ وغير موحدةٍ في معظم أجزاء [[التاريخ]] [[إنسانية|الإنساني]]. وقد عولجت قلة الدراسات الطولية في العقود القليلة الماضية عن طريق الدراسات [[وطنية|الوطنية]] المتكررة مثل المسح الأسري العام في [[المملكة المتحدة]] (المستمر منذ عام [[1971]])، بالإضافة إلى عدد متزايد من الدراسات التي تركز على طرق [[بحث نوعي|البحث النوعي]].
في الآونة الأخيرة، يعتبر علم اجتماع وقت الفراغ حقلاً فرعياً لعلم الاجتماع مقارنةً بأكثر الحقول الفرعية التقليدية مثل [[علم الاجتماع الصناعي]] و[[علم اجتماع العائلة]] و[[علم اجتماع التعليم]]. وقد تطور كثيراً في النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]]. وكان كثيراً ما ينظر إلى وقت الفراغ باعتباره ميزةً طفيفةً غير هامةٍ نسبياً في [[مجتمع|المجتمع]]. أما الآن فقد تم الاعتراف بالفراغ كمؤسسةٍ اجتماعية كبيرةٍ تستحق استجوابا اجتماعيا كبيراً، لاسيما في [[الحضارة الغربية|المجتمعات الغربية]]. كما لاحظ جون ولسون وآخرون أنه من الصعب تعريف [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]]. ولذلك فإن تعاريفه عديدة وغالباً ما تكون متناقضةً فيما بينها، فعلى سبيل المثال، قد يعتبر جزءاً منفصلاً مرةً واحدةً أو بحسب جودة [[تجربة|التجربة]] بغض النظر عن [[زمن|الوقت]]. وقد أبرز جوفر ديمايزيدر أربع تعريفات مميزة للفراغ التي تبدأ بشكل تدريجيٍّ وواسعٍ في نطاقٍ ضيقٍ. وأول وأوسع تعريف للفراغ: هو نمط من [[سلوك|السلوك]] الذي قد يظهر في [[عمل (توضيح)|العمل]]. والتعريف الثاني هو: أي [[نشاطية|نشاط]] غير [[عمل (توضيح)|العمل]]. أما التعريف الثالث فهو: استثناء المزيد من الالتزامات المنزلية والأسرية. وأخيراً أضيق تعريف للفراغ هو: الأنشطة المكرسة لتحقيق الذات. وتعريفات ديمازيدر الأربع غير شاملة. وينظر إلى التعاريف والتدابير غير المتوافقة كعاملٍ أساسيٍّ يمثل في بعض الأحيان نتائج بحوثٍ متناقضةٍ. وهناك بعض الأسئلة العالقة بشأن تعريف العمل بشكلٍ خاصٍ سواءً كانت مساعيَ غير مدفوعةٍ مثل [[تعليم|الدراسة]] أو [[تطوع|العمل التطوعي]]، وكلاهما عمل. ولا ينبغي أن يساوى وقت عدم [[عمل (توضيح)|العمل]] مع وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] كما أنه لا يضم وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] المكرس للترفيه فقط ولكنه يضم أيضاً الوقت المكرس لأنشطةٍ إجباريةٍ معينةٍ مثل [[واجب|الواجبات]] المنزلية. كما أن تقسيم الأنشطة إلى وقت فراغ وتكريس الوقت لذلك أمرٌ ليس بالسهل، فعلى سبيل المثال فإن تنظيف سن واحد ليس بعملٍ ولا ترفيهٍ، وقد اختلف [[عالم (توضيح)|العلماء]] في تصنيفاتهم للأنشطة مثل تناول وجبةٍ و[[سوق|التسوق]] و[[إصلاح (سياسة)|إصلاح]] [[سيارة|السيارة]] وحضور المراسم [[دين (توضيح)|الدينية]] أو الاستحمام (الاختلافات الفردية قد تُصنف أو لا تصنف بعض الأنشطة كترفيهٍ). وقد لا تكون العلاقة بين [[عمل (توضيح)|العمل]] والترفيه واضحةً، وتشير الأبحاث أن بعض الأفراد يجيدون المهارات التي اكتسبوها في العمل والتي تكون مفيدةً إلى هواياتهم (والعكس بالعكس)، وقد يستخدم بعض الأفراد الأنشطة الترفيهية للتقدم لمهنة عملهم. وقد اختلف علماء الاجتماع حول ما إن كان ينبغي أن تدرج أنشطةٌ روحيةٌ وسياسيةٌ ينبغي أن تتضمنها دراسات أوقات [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]]، وعلاوةً على ذلك ومن خلال بعض المجتمعات المهنية مثل [[ضابط|ضباط]] [[شرطة|الشرطة]] أو [[عمال]] [[منجم|المناجم]]، وإنه من الشائع لزملاء [[عمل (توضيح)|العمل]] أن يكون هناك وقتٌ إضافيٌّ للمشاركة مع [[الأصدقاء (توضيح)|الأصدقاء]]، و[[عمل (توضيح)|العمل]] القائم على الأنشطة الترفيهية جزء من تعريف وقت الفراغ، وهناك تساؤلاتٌ أخرى في الشأن النظري موجهةٌ إلى [[عالم (مهنة)|علماء]] اجتماع وقت الفراغ، فمثلا من الصعب قياس النتائج حيث لاحظت الدراسات المنزلية أن كميةً معينةً من الزمن (على سبيل المثال ساعةً واحدةً) قد تكوِّن قيماً مختلفةً تعتمد على ما يحدث في غضون يومٍ أو أسبوعٍ أو سنةٍ. وأخيراً فقد يعوق [[تعليم|الدراسة]] [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] للفراغ قلة وجود [[بيانات]] موثوقة للدراسة الطولية المقارنة للعديد من المجالات الأخرى للتحقق في [[علم|العلوم]] [[علم الاجتماع|الاجتماعية]]، كما أن هناك جمع بياناتٍ قليلةٍ وغير موحدةٍ في معظم أجزاء [[تاريخ|التاريخ]] [[إنسانية (توضيح)|الإنساني]]. وقد عولجت قلة الدراسات الطولية في العقود القليلة الماضية عن طريق الدراسات [[وطنية|الوطنية]] المتكررة مثل المسح الأسري العام في [[المملكة المتحدة]] (المستمر منذ عام [[1971]])، بالإضافة إلى عدد متزايد من الدراسات التي تركز على طرق [[بحث نوعي|البحث النوعي]].


==البحوث==
== البحوث ==
مع مرور [[زمن|الوقت]] تحول التركيز في دراسة وقت الفراغ من علاقة [[عمل (توضيح)|العمل]] وأوقات الفراغ خاصة في الأغلبية المدروسة جيداً إلى دراسة الأقليات والعلاقة بين [[ثقافة|الثقافة]] ووقت الفراغ.<ref name=scraton>Sheila Scraton, "Leisure," in George Ritzer, ed., ''Blackwell Encyclopedia of Sociology''. [https://onlinelibrary.wiley.com/doi/book/10.1002/9781405165518?from=search&fuzzy=0&id=g9781405124331_chunk_g978140512433118_ss1-30&query=Sociology+of+Leisure&result_number=1&slop=1&type=std&widen=1 Online]. Last accessed on 20 January 2010 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160303165824/http://www.sociologyencyclopedia.com/public/tocnode?query=Sociology+of+Leisure&widen=1&result_number=1&from=search&id=g9781405124331_chunk_g978140512433118_ss1-30&type=std&fuzzy=0&slop=1 |date=03 مارس 2016}}</ref> وقد أشار مارشال جوردون إلى أن هناك نهجان من دراسة وقت الفراغ، النهج الرسمي والنهج التاريخي النظري. فبالنسبة للنهج الرسمي فإنه يركز على [[سؤال|الأسئلة]] [[قانون تجريبي]] مثل تغيُّر أنماط الترفيه على [[(دورة حياة (أحياء)|دورة حياة]] الفرد والعلاقة بين [[عمل (توضيح)|العمل]] والترفيه وأشكالٍ محددةٍ من الترفيه (مثل [[علم الاجتماع|علم إجتماع]] [[رياضة|الرياضة]]). أما النهج التاريخي النظري فهو يدرس العلاقة بين وقت الفراغ و[[التغير الاجتماعي]]، وغالباً من [[نسق اجتماعي]] ووجهات نظر نيوماركس. وقدمت شيلا سكراتون تحليلاً مختلفاً مقارِنةً [[أمريكا الشمالية]] بالدراسات [[المملكة المتحدة|البريطانية]]. ويركز النهج [[المملكة المتحدة|البريطاني]] على [[مدخلات (توضيح)|المدخلات]] [[تعددية (توضيح)|التعددية]] و[[ماركسية|الماركسية]] الحرجة و[[نسوية|نصرة المرأة]]، أما النهج [[الولايات المتحدة|الأمريكي]] فيركز على التقاليد [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] النفسية.
مع مرور [[زمن|الوقت]] تحول التركيز في دراسة وقت الفراغ من علاقة [[عمل (توضيح)|العمل]] وأوقات الفراغ خاصة في الأغلبية المدروسة جيداً إلى دراسة الأقليات والعلاقة بين [[ثقافة|الثقافة]] ووقت الفراغ.<ref name=scraton>Sheila Scraton, "Leisure," in George Ritzer, ed., ''Blackwell Encyclopedia of Sociology''. [https://onlinelibrary.wiley.com/doi/book/10.1002/9781405165518?from=search&fuzzy=0&id=g9781405124331_chunk_g978140512433118_ss1-30&query=Sociology+of+Leisure&result_number=1&slop=1&type=std&widen=1 Online]. Last accessed on 20 January 2010 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160303165824/http://www.sociologyencyclopedia.com/public/tocnode?query=Sociology+of+Leisure&widen=1&result_number=1&from=search&id=g9781405124331_chunk_g978140512433118_ss1-30&type=std&fuzzy=0&slop=1 |date=03 مارس 2016}}</ref> وقد أشار مارشال جوردون إلى أن هناك نهجان من دراسة وقت الفراغ، النهج الرسمي والنهج التاريخي النظري. فبالنسبة للنهج الرسمي فإنه يركز على [[سؤال|الأسئلة]] [[قانون تجريبي]] مثل تغيُّر أنماط الترفيه على [[(دورة حياة (أحياء)|دورة حياة]] الفرد والعلاقة بين [[عمل (توضيح)|العمل]] والترفيه وأشكالٍ محددةٍ من الترفيه (مثل [[علم الاجتماع|علم إجتماع]] [[رياضة|الرياضة]]). أما النهج التاريخي النظري فهو يدرس العلاقة بين وقت الفراغ و[[تغير اجتماعي|التغير الاجتماعي]]، وغالباً من [[نسق اجتماعي]] ووجهات نظر نيوماركس. وقدمت شيلا سكراتون تحليلاً مختلفاً مقارِنةً [[أمريكا الشمالية]] بالدراسات [[المملكة المتحدة|البريطانية]]. ويركز النهج [[المملكة المتحدة|البريطاني]] على [[مدخلات (توضيح)|المدخلات]] [[تعددية (توضيح)|التعددية]] و[[ماركسية|الماركسية]] الحرجة و[[نسوية|نصرة المرأة]]، أما النهج [[الولايات المتحدة|الأمريكي]] فيركز على التقاليد [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] النفسية.


==النتائج==
== النتائج ==
لقد افترض العديد من [[عالم (مهنة)|علماء]] [[علم الاجتماع|الاجتماع]] أن نوعاً معيناً من النشاط الترفيهي يُفسَّر بسهولةٍ بواسطة المتغيرات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] و[[اقتصاد (علم)|الإقتصادية]] مثل [[دخل (توضيح)|الدخل]] أو [[مهنة|المهنة]] أو [[تعليم|التعليم]]. وقد أسفرهذا الافتراض عن نتائج أقل من المتوقع. ويرتبط [[دخل (توضيح)|الدخل]] مع مجموع [[مال|الأموال]] المنفَقة على مثل هذه الأنشطة، ولكن خلاف ذلك يُحدَّد من الأنشطة ما هو في متناول الجميع. وللمهنة نفس التأثير، لأن معظم المهن تؤثر بشدة على دخل الفرد (على سبيل المثال: العضوية في مهنةٍ مرموقةٍ وأنشطة «نادي المدينة» مثل [[غولف|القولف]] أو الإبحار، لكن تكلفة الأنشطة العالية و[[دخل (توضيح)|الدخل]] المرتفع والعضوية في تلك [[مهنة|المهنة]] ترتبط بشكل كبير). ويرتبط [[تعليم|التعليم]] مع مجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطة الترفيهية وتفانٍ عالٍ لها، وكما أشار كيلي«فإنه من المستحيل توقع [[سلوك|السلوك]] الترفيهي للشخص على أساس موقفه [[مجتمع|الاجتماعي]] والاقتصادي». ومن ناحية أخرى، يتأثر نوع النشاط الاقتصادي بشكل كبير بالوضع الحالي للفرد سواء كان لديه عائلةٌ أو كانت هناك مرافق ترفيهية قريبة أو[[العمر]]. ويمكن أن تكون تأثيرات [[أسرة|الأسرة]] المبكرة خاصة تلك التي تنطوي على المزيد من الأنشطة الترفيهية [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] عميقة. ويعتمد نوع نشاط الترفيه أيضاً على [[مكان (توضيح)|المكان]] الصحيح للفرد في دورة [[حياة|الحياة]]. كما أنه يتم توضيح النتائج المحددة في الدراسات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] من خلال دراسة جون روبنسون [[الولايات المتحدة|الأمريكي]] للفراغ التي كتبها في أواخر عام [[1970]]. فقد وجد أن [[أمريكيون|الأمريكان]] في المتوسط لديهم أربع ساعات فراغ في كل يومٍ من [[يوم|أيام]] [[أسبوع|الأسبوع]]، وأكثر من ذلك في نهاية [[أسبوع|الأسبوع]] حيث تبلغ ست ساعاتٍ ليوم [[سبت (توضيح)|السبت]] وثمان ساعاتٍ ليوم [[أحد (توضيح)|الأحد]]. ويقصر وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] مع تقدم [[العمر]] و[[عمل (توضيح)|العمل]] و[[زواج|الزواج]] و[[طفل|الأطفال]]، ولا تعتمد كمية وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] على ثروة الفرد بشكل مباشر. وتقل رغبة [[إنسان|الأشخاص]] لوقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] إذا كانوا غير واثقين من مستقبلهم الاقتصادي أو إن كانت وظيفتهم هي المركز المهم. وخلال النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]] أصبحت مشاهدة [[تلفاز|التلفاز]] نشاطاً ترفيهيًّا أساسيًّا، مما تسبب في انخفاض [[زمن|الوقت]] المخصص للأنشطة الأخرى. وفي مطلع عام [[1970]] كان متوسط وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] للأمريكان أربع ساعات يومياً ويمضون ساعةً ونصف [[ساعة (توضيح)|الساعة]] منه في مشاهدة [[تلفاز|التلفاز]]، وتزيد الأنشطة الترفيهية المشتركة من [[رضا (خلق)|الرضا]] في [[حياة|الحياة]] الزوجية.
لقد افترض العديد من [[عالم (مهنة)|علماء]] [[علم الاجتماع|الاجتماع]] أن نوعاً معيناً من النشاط الترفيهي يُفسَّر بسهولةٍ بواسطة المتغيرات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] و[[اقتصاد (علم)|الإقتصادية]] مثل [[دخل (توضيح)|الدخل]] أو [[مهنة|المهنة]] أو [[تعليم|التعليم]]. وقد أسفرهذا الافتراض عن نتائج أقل من المتوقع. ويرتبط [[دخل (توضيح)|الدخل]] مع مجموع [[مال|الأموال]] المنفَقة على مثل هذه الأنشطة، ولكن خلاف ذلك يُحدَّد من الأنشطة ما هو في متناول الجميع. وللمهنة نفس التأثير، لأن معظم المهن تؤثر بشدة على دخل الفرد (على سبيل المثال: العضوية في مهنةٍ مرموقةٍ وأنشطة «نادي المدينة» مثل [[غولف|القولف]] أو الإبحار، لكن تكلفة الأنشطة العالية و[[دخل (توضيح)|الدخل]] المرتفع والعضوية في تلك [[مهنة|المهنة]] ترتبط بشكل كبير). ويرتبط [[تعليم|التعليم]] مع مجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطة الترفيهية وتفانٍ عالٍ لها، وكما أشار كيلي«فإنه من المستحيل توقع [[سلوك|السلوك]] الترفيهي للشخص على أساس موقفه [[مجتمع|الاجتماعي]] والاقتصادي». ومن ناحية أخرى، يتأثر نوع النشاط الاقتصادي بشكل كبير بالوضع الحالي للفرد سواء كان لديه عائلةٌ أو كانت هناك مرافق ترفيهية قريبة أو[[العمر]]. ويمكن أن تكون تأثيرات [[أسرة|الأسرة]] المبكرة خاصة تلك التي تنطوي على المزيد من الأنشطة الترفيهية [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] عميقة. ويعتمد نوع نشاط الترفيه أيضاً على [[مكان (توضيح)|المكان]] الصحيح للفرد في دورة [[حياة|الحياة]]. كما أنه يتم توضيح النتائج المحددة في الدراسات [[علم الاجتماع|الاجتماعية]] من خلال دراسة جون روبنسون [[الولايات المتحدة|الأمريكي]] للفراغ التي كتبها في أواخر عام [[1970]]. فقد وجد أن [[أمريكيون|الأمريكان]] في المتوسط لديهم أربع ساعات فراغ في كل يومٍ من [[يوم|أيام]] [[أسبوع|الأسبوع]]، وأكثر من ذلك في نهاية [[أسبوع|الأسبوع]] حيث تبلغ ست ساعاتٍ ليوم [[سبت (توضيح)|السبت]] وثمان ساعاتٍ ليوم [[أحد (توضيح)|الأحد]]. ويقصر وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] مع تقدم [[العمر]] و[[عمل (توضيح)|العمل]] و[[زواج|الزواج]] و[[طفل|الأطفال]]، ولا تعتمد كمية وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] على ثروة الفرد بشكل مباشر. وتقل رغبة [[إنسان|الأشخاص]] لوقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] إذا كانوا غير واثقين من مستقبلهم الاقتصادي أو إن كانت وظيفتهم هي المركز المهم. وخلال النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]] أصبحت مشاهدة [[تلفاز|التلفاز]] نشاطاً ترفيهيًّا أساسيًّا، مما تسبب في انخفاض [[زمن|الوقت]] المخصص للأنشطة الأخرى. وفي مطلع عام [[1970]] كان متوسط وقت [[فراغ (فيزياء)|الفراغ]] للأمريكان أربع ساعات يومياً ويمضون ساعةً ونصف [[ساعة (توضيح)|الساعة]] منه في مشاهدة [[تلفاز|التلفاز]]، وتزيد الأنشطة الترفيهية المشتركة من [[رضا (خلق)|الرضا]] في [[حياة|الحياة]] الزوجية.


==انظر أيضا ==
== انظر أيضا ==
* [[علم اجتماع الإنترنت]]
* [[علم اجتماع الإنترنت]]


==مراجع==
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{مراجع}}


==مزيد من القراءة ==
== مزيد من القراءة ==
* Bennet M. Bergero, "The Sociology of Leisure: Some Suggestions," ''Industrial Relations: A Journal of Economy and Society'', vol. 1, issue 2, May 2008, pp.&nbsp;31–45.
* Bennet M. Bergero, "The Sociology of Leisure: Some Suggestions," ''Industrial Relations: A Journal of Economy and Society'', vol. 1, issue 2, May 2008, pp.&nbsp;31–45.
* Tony Blackshaw, ''Leisure Life: Myth, Masculinity and Modernity'', Routledge, 2003, ISBN 0-415-27072-3.
* Tony Blackshaw, ''Leisure Life: Myth, Masculinity and Modernity'', Routledge, 2003, ISBN 0-415-27072-3.
سطر 30: سطر 30:
* John Robert Kelly, Geoffrey Godbey, ''The Sociology of Leisure'', Venture Pub., 1992, ISBN 0-910251-56-8.
* John Robert Kelly, Geoffrey Godbey, ''The Sociology of Leisure'', Venture Pub., 1992, ISBN 0-910251-56-8.
** Review of the above book: Margaret Carlisle Duncan, "The Sociology of Leisure," ''Journal of Leisure Research'', vol. 25, no. 4, Fall 1993. [http://findarticles.com/p/articles/mi_qa3702/is_n4_v25/ai_n28632481/ Online]
** Review of the above book: Margaret Carlisle Duncan, "The Sociology of Leisure," ''Journal of Leisure Research'', vol. 25, no. 4, Fall 1993. [http://findarticles.com/p/articles/mi_qa3702/is_n4_v25/ai_n28632481/ Online]
* Stanley R. Parker, ''Leisure and Work'', Allen & Unwin, 1985.
* Stanley R. Parker, ''Leisure and Work'', Allen & Unwin, 1985.
* Orlov Alexandr S. ''The Sociology of Recreation'', Nauka, Moscow, 1995, ISBN 5-02-013607-7.
* Orlov Alexandr S. ''The Sociology of Recreation'', Nauka, Moscow, 1995, ISBN 5-02-013607-7.
* Gilles Pronovost, ''The Sociology of Leisure. Trend Report'', Sage Publications, 1998.
* Gilles Pronovost, ''The Sociology of Leisure. Trend Report'', Sage Publications, 1998.
* Rhona Rapoport and Robert N. Rapoport, "Four Themes in the Sociology of Leisure," ''The British Journal of Sociology'', vol. 25, no. 2, June 1974, pp.&nbsp;215–29. [https://web.archive.org/web/20160305144520/http://www.jstor.org/stable/589313 JSTOR]
* Rhona Rapoport and Robert N. Rapoport, "Four Themes in the Sociology of Leisure," ''The British Journal of Sociology'', vol. 25, no. 2, June 1974, pp.&nbsp;215–29. [https://web.archive.org/web/20160305144520/http://www.jstor.org/stable/589313 JSTOR]
سطر 39: سطر 39:
* Snape, R. and Pussard, H. 'Theorisations of Leisure in Interwar Britain' Leisure Studies, 2013, 32 (1) pp.&nbsp;1–18.
* Snape, R. and Pussard, H. 'Theorisations of Leisure in Interwar Britain' Leisure Studies, 2013, 32 (1) pp.&nbsp;1–18.


==وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==
* [http://www.isa-sociology.org/rc13.htm ISA: Research Committee on Sociology of Leisure]
* [http://www.isa-sociology.org/rc13.htm ISA: Research Committee on Sociology of Leisure]
* [https://web.archive.org/web/20110930083025/http://www.britsoc.co.uk/specialisms/Leisure.htm BSA: Leisure & Recreation Study Group]
* [https://web.archive.org/web/20110930083025/http://www.britsoc.co.uk/specialisms/Leisure.htm BSA: Leisure & Recreation Study Group]
سطر 45: سطر 45:
* [http://www.rpts.tamu.edu/journals/JLR/ Journal of Leisure Research]
* [http://www.rpts.tamu.edu/journals/JLR/ Journal of Leisure Research]
* [https://web.archive.org/web/20170825163841/http://www.tandf.co.uk/journals/titles/02614367.asp Leisure Studies]
* [https://web.archive.org/web/20170825163841/http://www.tandf.co.uk/journals/titles/02614367.asp Leisure Studies]
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|علم الاجتماع}}
{{شريط بوابات|علم الاجتماع}}



النسخة الحالية 01:52، 5 مارس 2024

علم اجتماع وقت الفراغ
معلومات عامة
صنف فرعي من
يدرس

علم اجتماع وقت الفراغ (بالإنجليزية: Sociology of leisure)‏ يدرس علم اجتماع وقت فراغ كيفية تنظيم البشر لأوقات فراغهم، كما يدرس مجموعةً واسعةً من النشاطات مثل الرياضة والسياحة واللعب بالألعاب. ويرتبط علم اجتماع وقت الفراغ ارتباطا واسعاً بعلم الاجتماع الصناعي، حيث أن كلاهما يستكشف جوانباً مختلفةً من علاقات العمل وأوقات الفراغ. وأظهرت الدراسات الأخيرة في مجال الابتعاد عن علاقات العمل وأوقات الفراغ تركز على العلاقة بين وقت الفراغ والثقافة.

وحددت دراسات أوقات الفراغ أنماطاً لملاحظتها والتي لا يمكن تفسيرها بسهولةٍ عن طريق المتغيرات الاجتماعية والإقتصادية مثل الدخل أو العمل أو التعليم. ويتأثر نوع نشاط وقت الفراغ تأثراً كبيراً بوضع الفرد الحالي (وجود أو عدم وجود الأسرة والعمر وعوامل أخرى).

نظرية

[عدل]

في الآونة الأخيرة، يعتبر علم اجتماع وقت الفراغ حقلاً فرعياً لعلم الاجتماع مقارنةً بأكثر الحقول الفرعية التقليدية مثل علم الاجتماع الصناعي وعلم اجتماع العائلة وعلم اجتماع التعليم. وقد تطور كثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين. وكان كثيراً ما ينظر إلى وقت الفراغ باعتباره ميزةً طفيفةً غير هامةٍ نسبياً في المجتمع. أما الآن فقد تم الاعتراف بالفراغ كمؤسسةٍ اجتماعية كبيرةٍ تستحق استجوابا اجتماعيا كبيراً، لاسيما في المجتمعات الغربية. كما لاحظ جون ولسون وآخرون أنه من الصعب تعريف الفراغ. ولذلك فإن تعاريفه عديدة وغالباً ما تكون متناقضةً فيما بينها، فعلى سبيل المثال، قد يعتبر جزءاً منفصلاً مرةً واحدةً أو بحسب جودة التجربة بغض النظر عن الوقت. وقد أبرز جوفر ديمايزيدر أربع تعريفات مميزة للفراغ التي تبدأ بشكل تدريجيٍّ وواسعٍ في نطاقٍ ضيقٍ. وأول وأوسع تعريف للفراغ: هو نمط من السلوك الذي قد يظهر في العمل. والتعريف الثاني هو: أي نشاط غير العمل. أما التعريف الثالث فهو: استثناء المزيد من الالتزامات المنزلية والأسرية. وأخيراً أضيق تعريف للفراغ هو: الأنشطة المكرسة لتحقيق الذات. وتعريفات ديمازيدر الأربع غير شاملة. وينظر إلى التعاريف والتدابير غير المتوافقة كعاملٍ أساسيٍّ يمثل في بعض الأحيان نتائج بحوثٍ متناقضةٍ. وهناك بعض الأسئلة العالقة بشأن تعريف العمل بشكلٍ خاصٍ سواءً كانت مساعيَ غير مدفوعةٍ مثل الدراسة أو العمل التطوعي، وكلاهما عمل. ولا ينبغي أن يساوى وقت عدم العمل مع وقت الفراغ كما أنه لا يضم وقت الفراغ المكرس للترفيه فقط ولكنه يضم أيضاً الوقت المكرس لأنشطةٍ إجباريةٍ معينةٍ مثل الواجبات المنزلية. كما أن تقسيم الأنشطة إلى وقت فراغ وتكريس الوقت لذلك أمرٌ ليس بالسهل، فعلى سبيل المثال فإن تنظيف سن واحد ليس بعملٍ ولا ترفيهٍ، وقد اختلف العلماء في تصنيفاتهم للأنشطة مثل تناول وجبةٍ والتسوق وإصلاح السيارة وحضور المراسم الدينية أو الاستحمام (الاختلافات الفردية قد تُصنف أو لا تصنف بعض الأنشطة كترفيهٍ). وقد لا تكون العلاقة بين العمل والترفيه واضحةً، وتشير الأبحاث أن بعض الأفراد يجيدون المهارات التي اكتسبوها في العمل والتي تكون مفيدةً إلى هواياتهم (والعكس بالعكس)، وقد يستخدم بعض الأفراد الأنشطة الترفيهية للتقدم لمهنة عملهم. وقد اختلف علماء الاجتماع حول ما إن كان ينبغي أن تدرج أنشطةٌ روحيةٌ وسياسيةٌ ينبغي أن تتضمنها دراسات أوقات الفراغ، وعلاوةً على ذلك ومن خلال بعض المجتمعات المهنية مثل ضباط الشرطة أو عمال المناجم، وإنه من الشائع لزملاء العمل أن يكون هناك وقتٌ إضافيٌّ للمشاركة مع الأصدقاء، والعمل القائم على الأنشطة الترفيهية جزء من تعريف وقت الفراغ، وهناك تساؤلاتٌ أخرى في الشأن النظري موجهةٌ إلى علماء اجتماع وقت الفراغ، فمثلا من الصعب قياس النتائج حيث لاحظت الدراسات المنزلية أن كميةً معينةً من الزمن (على سبيل المثال ساعةً واحدةً) قد تكوِّن قيماً مختلفةً تعتمد على ما يحدث في غضون يومٍ أو أسبوعٍ أو سنةٍ. وأخيراً فقد يعوق الدراسة الاجتماعية للفراغ قلة وجود بيانات موثوقة للدراسة الطولية المقارنة للعديد من المجالات الأخرى للتحقق في العلوم الاجتماعية، كما أن هناك جمع بياناتٍ قليلةٍ وغير موحدةٍ في معظم أجزاء التاريخ الإنساني. وقد عولجت قلة الدراسات الطولية في العقود القليلة الماضية عن طريق الدراسات الوطنية المتكررة مثل المسح الأسري العام في المملكة المتحدة (المستمر منذ عام 1971)، بالإضافة إلى عدد متزايد من الدراسات التي تركز على طرق البحث النوعي.

البحوث

[عدل]

مع مرور الوقت تحول التركيز في دراسة وقت الفراغ من علاقة العمل وأوقات الفراغ خاصة في الأغلبية المدروسة جيداً إلى دراسة الأقليات والعلاقة بين الثقافة ووقت الفراغ.[1] وقد أشار مارشال جوردون إلى أن هناك نهجان من دراسة وقت الفراغ، النهج الرسمي والنهج التاريخي النظري. فبالنسبة للنهج الرسمي فإنه يركز على الأسئلة قانون تجريبي مثل تغيُّر أنماط الترفيه على دورة حياة الفرد والعلاقة بين العمل والترفيه وأشكالٍ محددةٍ من الترفيه (مثل علم إجتماع الرياضة). أما النهج التاريخي النظري فهو يدرس العلاقة بين وقت الفراغ والتغير الاجتماعي، وغالباً من نسق اجتماعي ووجهات نظر نيوماركس. وقدمت شيلا سكراتون تحليلاً مختلفاً مقارِنةً أمريكا الشمالية بالدراسات البريطانية. ويركز النهج البريطاني على المدخلات التعددية والماركسية الحرجة ونصرة المرأة، أما النهج الأمريكي فيركز على التقاليد الاجتماعية النفسية.

النتائج

[عدل]

لقد افترض العديد من علماء الاجتماع أن نوعاً معيناً من النشاط الترفيهي يُفسَّر بسهولةٍ بواسطة المتغيرات الاجتماعية والإقتصادية مثل الدخل أو المهنة أو التعليم. وقد أسفرهذا الافتراض عن نتائج أقل من المتوقع. ويرتبط الدخل مع مجموع الأموال المنفَقة على مثل هذه الأنشطة، ولكن خلاف ذلك يُحدَّد من الأنشطة ما هو في متناول الجميع. وللمهنة نفس التأثير، لأن معظم المهن تؤثر بشدة على دخل الفرد (على سبيل المثال: العضوية في مهنةٍ مرموقةٍ وأنشطة «نادي المدينة» مثل القولف أو الإبحار، لكن تكلفة الأنشطة العالية والدخل المرتفع والعضوية في تلك المهنة ترتبط بشكل كبير). ويرتبط التعليم مع مجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطة الترفيهية وتفانٍ عالٍ لها، وكما أشار كيلي«فإنه من المستحيل توقع السلوك الترفيهي للشخص على أساس موقفه الاجتماعي والاقتصادي». ومن ناحية أخرى، يتأثر نوع النشاط الاقتصادي بشكل كبير بالوضع الحالي للفرد سواء كان لديه عائلةٌ أو كانت هناك مرافق ترفيهية قريبة أوالعمر. ويمكن أن تكون تأثيرات الأسرة المبكرة خاصة تلك التي تنطوي على المزيد من الأنشطة الترفيهية الاجتماعية عميقة. ويعتمد نوع نشاط الترفيه أيضاً على المكان الصحيح للفرد في دورة الحياة. كما أنه يتم توضيح النتائج المحددة في الدراسات الاجتماعية من خلال دراسة جون روبنسون الأمريكي للفراغ التي كتبها في أواخر عام 1970. فقد وجد أن الأمريكان في المتوسط لديهم أربع ساعات فراغ في كل يومٍ من أيام الأسبوع، وأكثر من ذلك في نهاية الأسبوع حيث تبلغ ست ساعاتٍ ليوم السبت وثمان ساعاتٍ ليوم الأحد. ويقصر وقت الفراغ مع تقدم العمر والعمل والزواج والأطفال، ولا تعتمد كمية وقت الفراغ على ثروة الفرد بشكل مباشر. وتقل رغبة الأشخاص لوقت الفراغ إذا كانوا غير واثقين من مستقبلهم الاقتصادي أو إن كانت وظيفتهم هي المركز المهم. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين أصبحت مشاهدة التلفاز نشاطاً ترفيهيًّا أساسيًّا، مما تسبب في انخفاض الوقت المخصص للأنشطة الأخرى. وفي مطلع عام 1970 كان متوسط وقت الفراغ للأمريكان أربع ساعات يومياً ويمضون ساعةً ونصف الساعة منه في مشاهدة التلفاز، وتزيد الأنشطة الترفيهية المشتركة من الرضا في الحياة الزوجية.

انظر أيضا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ Sheila Scraton, "Leisure," in George Ritzer, ed., Blackwell Encyclopedia of Sociology. Online. Last accessed on 20 January 2010 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

مزيد من القراءة

[عدل]
  • Bennet M. Bergero, "The Sociology of Leisure: Some Suggestions," Industrial Relations: A Journal of Economy and Society, vol. 1, issue 2, May 2008, pp. 31–45.
  • Tony Blackshaw, Leisure Life: Myth, Masculinity and Modernity, Routledge, 2003, ISBN 0-415-27072-3.
  • Neil H. Cheek, Jr., "Toward a Sociology of Not-Work," The Pacific Sociological Review, vol. 14, no. 3, July 1971, pp. 245–258. JSTOR
  • C. Critcher, Peter Bramham, Alan Tomlinson, Sociology of Leisure: A Reader, Taylor & Francis, 1995, ISBN 0-419-19420-7.
  • Joffre Dumazedier, Sociology of Leisure, Elsevier Scientific Publishing Company, 1974, ISBN 0-444-41226-3.
  • Joffre Dumazedier, Towards a Sociology of Leisure, Macmillan, 1967.
  • John R. Kelly, "Counterpoints in the Sociology of Leisure," Leisure Sciences, vol. 14, issue 3, 1992, pp. 247–53. [1]
  • John Robert Kelly, Geoffrey Godbey, The Sociology of Leisure, Venture Pub., 1992, ISBN 0-910251-56-8.
    • Review of the above book: Margaret Carlisle Duncan, "The Sociology of Leisure," Journal of Leisure Research, vol. 25, no. 4, Fall 1993. Online
  • Stanley R. Parker, Leisure and Work, Allen & Unwin, 1985.
  • Orlov Alexandr S. The Sociology of Recreation, Nauka, Moscow, 1995, ISBN 5-02-013607-7.
  • Gilles Pronovost, The Sociology of Leisure. Trend Report, Sage Publications, 1998.
  • Rhona Rapoport and Robert N. Rapoport, "Four Themes in the Sociology of Leisure," The British Journal of Sociology, vol. 25, no. 2, June 1974, pp. 215–29. JSTOR
  • Kenneth Roberts, Leisure in Contemporary Society, CABI, 2006, ISBN 1-84593-069-X.
  • Chris Rojek, "Leisure and Tourism," in Craig J. Calhoun, Chris Rojek, بريان تورنر، eds., The Sage Handbook of Sociology, SAGE, 2005, ISBN 0-7619-6821-0.
  • Chris Rojek, Decentring Leisure: Rethinking Leisure Theory, SAGE, 1995, ISBN 0-8039-8813-3.
  • Snape, R. and Pussard, H. 'Theorisations of Leisure in Interwar Britain' Leisure Studies, 2013, 32 (1) pp. 1–18.

وصلات خارجية

[عدل]