إن قضية الصحراء الغربية التي شغلت المنطقة وأثرت على مستقبلها لمدة طويلة من الزمن، أثرت في مشاريعها التنموية وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وجعلت الفرقة بين الإخوة طيلة هذه الفترة الزمنية التي تزيد على خمسة عقود من الزمن؛ حيث حرب الاستنزاف بين (المغرب وموريتانيا) من جهة و(الجزائر وجبهة البوليساريو) من جهة أخرى، كأطراف مباشرة في الصراع.
كما أن هناك أطرافًا غير مباشرة عربية وأفريقية وأجنبية، فالصحراء الغربية هي صحراء عربية تحررت من الاستعمار الأسباني بعد اتفاقية مدريد الثلاثية المبرمة بين (أسبانيا – المغرب – موريتانيا) عام 1975م، وانسحبت أسبانيا عام 1976م، وفي نفس اليوم أعلنت جبهة البوليساريو (الجمهورية الصحراوية).
ومنذ ذلك التاريخ – وحتى اليوم – لم تحل هذه المشكلة المعقدة التي استنزفت ثروات يصعب تقديرها من أطراف النزاع، وسالت دماء يصعب تعويضها والقطيعة بين الإخوة في المنطقة مستمرة، كما عطلت الكثير من المشاريع التي تخدم المنطقة، أهمها الاتحاد المغاربي الذي يضم كلا من (المغرب – الجزائر – ليبيا – تونس – موريتانيا) وقد عجزت المنظمات الدولية عن إيجاد حل للمشكلة سواءالأمم المتحدة أو منظمة الوحدة الأفريقية.
نأمل أن ينتبه أصحاب العقول لحلها.