انتقل إلى المحتوى

أزمة الطاقة في فنزويلا

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

شهدت فنزويلا عجزًا ملحوظًا في توليد الطاقة الكهربائية. تسبب الجفاف المطول والانخفاض الكبير في مستويات المياه في خزان محطة سايمون بوليفار الكهرمائية في هذه الأزمة. أثار تنفيذ برنامج تقنين كهربائي في جميع أنحاء البلاد باستثناء العاصمة كراكاس- من بين تدابير مختلفة للتغلب على الأزمة- جدلًا، وأُوقف رسميًا في يونيو 2010، بسبب استعادة مستويات المياه في الخزانات بسبب الأمطار، وبغرض عدم قطع بث كأس العالم 2010.[1][2][3] استمر انقطاع التيار الكهربائي في المناطق الداخلية من البلاد- رغم وصول خزان غوري في 29 أغسطس 2010 إلى مستوى التشغيل الأمثل- بتواتر أقل وفترات أقصر، بسبب الأعطال في أجزاء أخرى من النظام. عُلقت حالة «الطوارئ الكهربائية» التي أقرتها الحكومة بتاريخ 21 ديسمبر 2009 في 30 نوفمبر 2010، إلا أن حكومة هوغو تشافيز أعلنت في 14 مايو 2011 بعد تعرض البلاد لانقطاعين كهربائيين على مستوى البلاد، عن خطة تقنين مؤقتة وأقرت بأن نظام الكهرباء يعاني من «نقاط ضعف في التوليد» لم يتوقعوا تجاوزها حتى نهاية العام.[4][5]

سُيّست مشكلة الطاقة على نطاق واسع في فنزويلا، إذ ألقت حكومة تشافيز باللوم- إضافةً إلى الجفاف- على القطاعات الثرية من السكان في الأزمة أيضًا، مؤكدة أنها أهدرت الكهرباء. ردت المعارضة الفنزويلية بتحميل الحكومة نفسها المسؤولية، متهمة إياها بعدم القيام بالاستثمارات اللازمة لمواكبة نمو استهلاك الكهرباء في البلاد، فضلاً عن إهمال البنية التحتية للكهرباء، التي أُمّمت بالكامل قبل سنوات قليلة.[6][7]

ساهمت أزمة الكهرباء في الأزمة الاقتصادية التي مرت بها فنزويلا منذ عام 2009 وفقًا للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتعدّ ذات الدور الأكبر في الأزمة المستمرة في فنزويلا. أثرت هذه الأزمة أيضًا على الزيادة الملحوظة في الأصوات التي شهدتها المعارضة الفنزويلية في الانتخابات البرلمانية لعام 2010.[8][9]

الأسباب والخصائص

[عدل]

عانت فنزويلا- المصدر الرئيسي للنفط في أمريكا الجنوبية- من جفاف طويل أدى إلى انخفاض كبير في مستويات المياه في سدود محطات الطاقة الكهرمائية. بلغت نسبة الاعتماد على المحطات في استهلاك الطاقة الكهربائية حوالي 73% في عام 2009. زاد استهلاك الكهرباء في البلاد بنسبة 6% سنويًا، وهي نسبة تتجاوز معدل النمو في إمدادات الكهرباء التي رُكّبت.[10][11]

تستمد فنزويلا معظم طاقتها من سد غوري في ولاية بوليفار على نهر كاروني، والذي يعدّ من أكبر السدود الكهرمائية في العالم، إذ استُمد 70-80% من طاقة فنزويلا من سد غوري اعتبارً من عام 2019.  بدأ انقطاع التيار الكهربائي في فنزويلا في عام 2010 على الأقل، إذ كتب خوان ناجل في فورين بوليسي عام 2016 أن المشاكل نتجت عن «الفساد الحكومي الهائل [...] وسياسات الطاقة الكارثية في البلاد». أفادت يونيفزيون أيضًا أن المشاكل في قطاع الطاقة نتجت عن الفساد «ونقص الصيانة والاستثمار». ذكر تقرير صادر عن منظمة الشفافية في فنزويلا أنه لم تحصل صيانة لمدة عشرين عامًا بدءًا من عام 1998. أدت البنية التحتية المتقادمة إلى تفاقم المشاكل، وأُسكت النقاد، إذ ألقى جهاز المخابرات البوليفاري القبض على زعيم نقابي لعمال الطاقة في الدولة في 2018 لتحذيره من احتمال انقطاع التيار الكهربائي.[12]

كانت شركة إلكتريسيداد دي كاراكاس الخاصة مملوكة لشركة أي إي إس في الولايات المتحدة حتى عام 2007، إذ «كانت شبكة الكهرباء في فنزويلا موضع حسد من أمريكا اللاتينية في يوم من الأيام» وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. أنشأ الرئيس آنذاك هوغو تشافيز شركة كوربولك التابعة للدولة عن طريق تأميم قطاع الكهرباء وطرد الصناعة الخاصة في عام 2007، فأصبحت الدولة مسؤولة بمفردها عن إمدادات الطاقة لأكثر من عشر سنوات. تفيد يونيفزيون أن تشافيز «اعترف بإخفاقات (...) مثل عدم توفر ما يكفي لمحطة توليد الطاقة الحرارية والقيود المفروضة على شبكة نقل الطاقة الكهربائية الوطنية وأنظمة التوزيع» فقد وقع مرسومًا في عام 2010 معلنًا «حالة الطوارئ لخدمة الكهرباء الوطنية». سرّع تشافيز مشاريع شركة كوربولك، وتجاوز مرحلة المناقصات العامة «سامحًا بالتعاقد عن طريق الإسناد المباشر» مما سهل الفساد.[13]

انخفاض مستويات خزان غوري

[عدل]

تعد محطة سايمون بوليفار الكهرمائية محطة الطاقة الرئيسية للنظام الكهرمائي، بقدرة توليد تبلغ 10000 ميغاواط، لكنها تولّد 5000 ميغاواط في الساعة فقط بعد تأثرها بالجفاف، إذ نخفض منسوب السد تسعة أمتار عن مستواه الأمثل مع حلول فبراير 2010.[14][15]

لا يمكن تشغيل التوربينات في المحطة إذا انخفض مستوى خزان غوري إلى ما دون 240 مل، وستنخفض إمدادات الكهرباء في البلاد. توقعت الحكومة الوصول إلى هذا المستوى في مايو 2010 إذا لم تُتخذ الإجراءات، لذا بدأت في تنفيذ سلسلة من الإجراءات التي تسعى إلى تقليل الطلب على الكهرباء وتقليل اعتماد فنزويلا على محطات الطاقة الكهرمائية، وتغير هذا التاريخ المتوقع بحلول نهاية مارس 2010 ليصبح يونيو 2010.[16]

كان الرئيس هوغو تشافيز أول من لاحظ إمكانية وصول خزان غوري إلى المستوى الحرج في 31 يناير 2010، وأكد أنه إذا لم تقلل الشركات من استهلاكها للكهرباء، «ستُترك 70% من البلاد بدون خدمة كهربائية». كان تشافيز أكثر تأكيدًا على ذلك في 9 مارس، عندما صرح بما يلي:

«إن غوري على بعد 13 مترًا مما يدعى مستوى الانهيار، وإذا وصلنا إلى هذه الحدود، فسيتعين إيقاف تشغيل محطات غوري التي تولد الكهرباء لنصف فنزويلا. هذا هو الواقع».[17]

أعلن وزير الطاقة الكهربائية علي رودريغيس آراكي في 18 مارس، عدم حدوث انهيار كهربائي، وأنهم يخططون لتشغيل محطة سايمون بوليفار لتوليد الطاقة الكهرمائية دون مستوى الأمان، رغم اعترافه بوجود قيود في توليد الكهرباء، كما اتهم المعارضة الفنزويلية بأنها تسبب الخوف في نفوس السكان بالحديث عن «الانهيار». يعدّ العمل تحت هذا المستوى خطرًا لأن البخار يمكن أن يدخل التوربينات، وهي ظاهرة تعرف باسم التكهف، والتي يمكن أن تسبب أضرارًا ميكانيكية لها.[18]

وصل خزان غوري إلى 8.79 مترًا فوق مستوى الانهيار بحلول 15 أبريل 2010، وارتفع مستواه في اليوم التالي بمقدار سنتيمتر واحد، وهي أول زيادة يُبلغ عنها بعد شهور. أكد وزير البيئة أليخاندرو هيتشر في 23 أبريل، أن نهر غوري سيصل إلى معدل ارتفاع طبيعي في غضون خمسة عشر أو عشرين يومًا، إلا أن الأزمة استمرت بسبب مشاكل في حديقة التوليد الحراري وخطوط النقل وفقًا للمدير العام السابق لمكتب تشغيل الأنظمة المترابطة ميغيل لارا، رغم إدراكه ضعف احتمالية انهيار غوري.[19][20]

المراجع

[عدل]
  1. ^ García, Daniela (27 Aug 2010). "Ejecutivo se ve obligado a drenar agua en el Guri" [Executive is forced to drain water in the Guri]. La Verdad (بالإسبانية). Archived from the original on 2011-11-30. Retrieved 2010-09-06.
  2. ^ "Mayor embalse de Venezuela se recupera, aunque persiste el racionamiento" [Largest reservoir in Venezuela recovers, although rationing persists]. AméricaEconomía (بالإسبانية). 30 Aug 2010. Archived from the original on 2022-02-20. Retrieved 2010-09-06.
  3. ^ Vargas, Andreína (31 Aug 2010). "Gobierno admite saturación de redes eléctricas en Oriente" [Government admits power grid saturation in Oriente]. El Tiempo (بالإسبانية). Archived from the original on 2020-04-28. Retrieved 2010-09-06.
  4. ^ "El fantasma del racionamiento eléctrico sobrevuela Venezuela" [The ghost of electric rationing overflies Venezuela]. Infobae (بالإسبانية). Associated Press. 14 May 2011. Archived from the original on 2020-11-12. Retrieved 2011-05-14.
  5. ^ "Ministro Alí Rodríguez Araque alertó sobre un posible racionamiento eléctrico" [Minister Alí Rodríguez Araque warned of possible electric rationing]. Ciber Protesta Venezuela (بالإسبانية). 13 Mar 2011. Archived from the original on 2022-02-20. Retrieved 2011-03-19.
  6. ^ "Crisis energética acosa a gobierno venezolano" [Energy crisis harasses the Venezuelan government]. El Universo (بالإسبانية). Reuters. 24 Oct 2009. Archived from the original on 2021-05-12. Retrieved 2010-03-28.
  7. ^ "Venezuela anuncia inversión en energía" [Venezuela announces investment in energy] (بالإسبانية). BBC. 1 Feb 2010. Archived from the original on 2010-02-04. Retrieved 2010-03-28.
  8. ^ "Hugo Chávez sufre un revés doloroso a dos años de las presidenciales" [Hugo Chávez suffers a painful setback two years before the presidential elections] (بالإسبانية). MSN. Agence France-Presse. 27 Sep 2010. Archived from the original on 2010-09-30. Retrieved 2011-03-19.
  9. ^ "Chávez sufre revés en elección legislativa de Venezuela" [Chávez suffers setback in Venezuela's legislative election]. Terra (بالإسبانية). Reuters. 27 Sep 2010. Archived from the original on 2014-07-24. Retrieved 2011-03-19.
  10. ^ Dube, Ryan and Maolis Castro (8 مارس 2019). "Venezuela Blackout Plunges Millions Into Darkness; Maduro, without evidence, blames sabotage by local opponents and the U.S. for power outage". Wall Street Journal. مؤرشف من الأصل في 2021-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-10. One company, Derwick Associates, formed by a number of well connected young businessmen with scant experience in the power business, received about $1.8 billion in contracts from Venezuelan state companies to buy and install turbines, paying a U.S. company about $1 billion to do the work. Derwick officials said they paid no bribes to any Venezuelan officials and the prices charged by the company reflected the high costs of doing business in Venezuela.
  11. ^ Newman, Lily Hay (12 مارس 2019). "Why it's so hard to restart Venezuela's power grid". Wired. مؤرشف من الأصل في 2021-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-13.
  12. ^ Nagel, Juan Cristóbal (1 أبريل 2016). "In Venezuela, the Lights Are Going Out". Foreign Policy. مؤرشف من الأصل في 2021-11-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-10. U.S. and Swiss authorities launched probes into Derwick Associates, a Venezuelan firm that builds power plants for the government. No criminal charges have yet been filed, but the firm is being investigated for laundering money and paying bribes to the state-owned oil giant, PDVSA, using international financial institutions. Venezuelan investigative journalists and bloggers have been on Dewick's (sic) case, finding more examples of bad behavior. They claim that its contracts were overpriced and awarded without public tender, and that the firm passed off used power plants as brand new. Derwick denies all these allegations, claiming that it is being subjected to a "witch hunt." Derwick is just one firm, but the saga appears to confirm that much of what ails Venezuela's electricity sector has to do with massive government corruption. It would be simplistic to say that corruption is the only problem, however. In addition to tackling corruption, sorting out this mess for good would involve undoing the country's disastrous energy policies – privatizing electricity generation and raising prices.
  13. ^ Peñaloza, Pedro Pablo (10 Mar 2019). "Más de una década de corrupción e improvisación dejan a Venezuela a oscuras" [More than a decade of corruption and improvisation leave Venezuela in the dark]. Univision (بالإسبانية). Archived from the original on 2021-11-05. Retrieved 2019-03-14.
  14. ^ "Facts about Venezuela's energy crisis". Reuters. 9 مارس 2010. مؤرشف من الأصل في 2011-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-02.
  15. ^ "Chavez puts Venezuela under 'electricity emergency'". BBC News. 9 فبراير 2010. مؤرشف من الأصل في 2021-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-02.
  16. ^ "Cota del Guri en 240 metros implica ahorrar hasta 2.000 Mw" [Guri elevation in 240 meters means saving up to 2,000 Mw]. El Universal  [لغات أخرى] (بالإسبانية). 22 Mar 2010. Archived from the original on 2013-04-09. Retrieved 2010-04-02.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  17. ^ Prat C., Damian (22 Mar 2010). "El falso colapso del Guri" [The false collapse of the Guri]. Tal Cual (بالإسبانية). Archived from the original on 2010-03-27. Retrieved 2010-04-02.
  18. ^ León، Mariela (16 أبريل 2010). "Guri dam level rises for the first time in months". El Universal  [لغات أخرى]. مؤرشف من الأصل في 2013-04-09. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  19. ^ León, Mariela (24 Apr 2010). "Hitcher advierte que en 20 días el nivel de Guri se normalizará" [Hitcher gives notice that in 20 days the level of Guri will be normalized]. El Universal  [لغات أخرى] (بالإسبانية). Archived from the original on 2010-04-27. Retrieved 2010-04-29.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  20. ^ León, Mariela (21 Apr 2010). "Embalse de Guri se recupera y gana 24 centímetros en 5 días" [Embalse de Guri recovers and gains 24 centimeters in 5 days]. El Universal  [لغات أخرى] (بالإسبانية). Archived from the original on 2016-03-07. Retrieved 2010-04-29.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)